[SIZE="5"]الكمال والصفاء الكامل غير ممكن في الدنيا, فلا يمكن أن يُصنع مجتمع يكون كله صفاء ومودة بلا أي مشاكل, لأن الشيطان موجود ووسوسته ونزعه بينهم لا يتوقف, و لكن الممكن هو التنظيف المستمر لأوساخ الشيطان و كفاحها, مثلما أنه لا تستطيع أن تصنع منزل لا تدخله الأوساخ والغبار لكن تستطيع أن تكافحها وتمسك المكنسة وتنظف كلما دخل الغبار, إذن المثالية في الدنيا هي بمكافحة الخطأ وليست بعدم وجوده, فمن أوهام الشيطان ومن البطاقات التي يستخدمها : بطاقة طلب الكمال أو المدينة الفاضلة الكاملة, ويستعملها إذا وُجدت مشاكل فيقول: أنت طلبت الكمال ولم تحصل عليه إذن أنت فاشل! لكن طلب الكفاح ليست من بطاقاته, فاجعلها من بطاقاتك.

إذا قبلت إمكانية وجود حياة كاملة بلا أخطاء سيحطمك من خلالها الشيطان, فيجب ألا نقبل إمكانية وجودها في الدنيا, فالدنيا ليست كالآخرة بل هي دار كفاح إذن كمالها في كمال الكفاح وليس في كمال النتائج, الله قال: اعملوا, والعمل هو مكافحة الباطل بالخير.


و هذه البطاقة يستخدمها الشيطان أيضا على المتدين كي يحطمه كلما وجد فيه أخطاء أو ذنوب أو عجز, فيقول أن الدين صعب لا تستطيع أن تكمله إذن لستَ من أهله, ليقودك إلى عالمه, لأن طلب النتيجة الكاملة طلب فيه كبر فالنتائج بيد الله وليست بيد أحد, لكن علينا العمل فقط والتوفيق للنتائج بيد الله و ليس بيدنا. و موضوع التوفيق من شؤون الألوهية وليست من شؤون البشر ( وهذا داخل في عقيدة المسلم) فلا بد أن تعتقد أن النتائج بيد الله وتفكر بالواجب, على عكس الدنيويين الذي يفكرون في النتائج ولا قيمة للسعي, فإذا لم تتم النتيجة لا يضعون أي حساب للمجهود الذي بُذِل و لا شكر, لكن عند الله لا يضيع المجهود حتى لو لم يؤدي للنتيجة المطلوبة.