https://bahaj.ahlamontada.com
في وداع أبي تمام- جمال أنعم 198354345
https://bahaj.ahlamontada.com
في وداع أبي تمام- جمال أنعم 198354345
https://bahaj.ahlamontada.com
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 في وداع أبي تمام- جمال أنعم

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الزعيم
مراقب
مراقب
الزعيم


ذكر عدد الرسائل : 255
العمر : 41
تاريخ التسجيل : 04/11/2007

في وداع أبي تمام- جمال أنعم Empty
مُساهمةموضوع: في وداع أبي تمام- جمال أنعم   في وداع أبي تمام- جمال أنعم Icon_minitimeالسبت 9 يناير - 2:35


هو منذ اختار ميتته في أعلى الدرب
حيٌ في القلب
يتوهج في الكلمات وفي الخطرات وفي الأفكار
هذا أنت يا أبا تمام, لا تذهب أبدا, لا تذهب مذ جئت وأبداً تعود بنا إليك, تعود بنا إلى كل ما نحب ونفقد, تعود بنا إلى الحياة التي أتممت الرحلة منازعاً من أجلها الموت, تعود بنا إلى الوطن الذي أحتضن فيك روحه وأشواقه في لحظة فاصلة استدعتك فيصلاً بحق.
كانت الانتخابات الرئاسية مخاضاً هائلاً, وتجربة فارقة في حياة اليمن واليمنيين, ولا أظن الشعب اليمني عاش حالة تعافٍ مماثلة, إحتاج تجسيد مبدأ التداول السلمي للسلطة لتجربةٍ حقيقية صادقة, ولكي يصدق الناس كان لا بد لها من رجل صادقٍ يعول عليه في وضع البلد على المسار الصحيح سيما في هكذا إنتخابات يريد فيها المشترك كسر ذاك النسق من التفكير المترسخ بعدم جدوى المنافسة فيها على الرئاسة, والتي صارت لطول إحتكارها في حكم المحظور.
كان الوطن الذي يشيخ بإنتظار هذا السبعيني الجليل لكي يعيد له فتوته وشبابه, لكي يحيِ يقينه من جديد, بالأحقية وبإمكانية صنع المستحيل.
لم أكتب بحيوية وخصوبة وشغف كما كتبت وأنا في رحاب بن شملان في الطريق إلى الفجر المتلامع في رأسه الأبيض المهيب المشتعل صدقاً وحكمة ونبلاً ووقاراً, كان المستقبل الضاج بالوعد والأمل, في مواجهة الماضي الشائخ المترهل, المتوكز على البالي من التصورات والمواضعات والأدوات.
تلك الحماسة كانت بعض سره, أعود إليه وطناً من أحلامٍ بيضاء, وطناً أستعاد وجهه ولغته, إستعاد صوته المصادر.
في المواقف الفاصلة في التواريخ الحرجة, في لحظات التأسيس للتحولات الكبرى يبرز الرجال والقادة, يطلع العظماء, تعلن العظمة عن نفسها, تتمايز الأرواح, يختبر الإنسان معنى التحدي الكبير.
بن شملان أرانا أن في وسعنا الكثير, أرانا أنا قادرون على إحداث فرق إن نحن أردنا ذلك بصدق, لم أقترب منه كثيراً غير أني عرفته بما يكفي لكي أحبه, لم أكتب عنه, هو من كتبني, الكلام دفق روحه اللغة المزهوة وحيُ حضوره الشموخ, هو ذا كما رأيته, وذاك أنا في لحظات إفتتان عزيزة, أنجزت تعابيرها المحبة.
بن شملان.. هذا الأب الوقور القادم من بلد النخيل ربيع حب, ونسائم أمل بعد زمنٍ من المعاناة وتأمل الوجع، هذا الإنسان الكبير المنطلق في وجه الفوضى صوتاً عاصفاً يثير الغبار, ويكشف سوءات الفساد، يعري البلاهة، يفضح الداء، يشير إلى رأس المرض، يبحث عن وطنٍ متعافٍ لا تستوطنه الأوبئة.
هو ذا بن شملان في حشودٍ من الكلمات المحتفية تهتف له روحاً جديدة, هو ذا من صنعاء إلى سيئون إلى المكلا إلى مأرب والجوف حتى شبوة والمحويت إلى كل مدائننا المرهَقة وأرجائنا المختنقة, هو ذا يطامن اليمن الموهنة, يجسد مدى طاقاتها الكامنة, ومدى قدرتها مجتمعة على إحداث تغيير هائل عبر صناديق الإقتراع, في إنتخابات يضمن الشعب وحده نزاهتها وسلامتها, بإعتباره الحاكم والحكم.
صنعت أحزاب المشترك تحولاً كبيراً على صعيد الإنتخابات الرئاسية, وأسهمت شخصية بن شملان في إعطاء المنافسة زخماً لافتاً, كان الصدق كافياً لأن يحدث تلك الهزة التي أعترت منافسه, وكانت الفضيلة الحاضرة كافيه لإستدعاء كل الشرور والرذائل في المواجهة.
بن شملان, نذكره فينسكب وطنٌ من عطر, نذكره فتعبق السموات بالأريج, نذكره فتطول القامات, نذكره فيغمرنا الشعور بالمعنى والقيمة.
لكم شد من روحي أبو تمام, لكم ملأني وأنا أتابعه مالئاً الأفق, ولكم سافرت إثره الكلمات قبل أن يسفر الموت, ولكم أهاج في من صبوات نحو الأعالي, حيث يقف الكبار.
فيصل بن شملان رجلٌ من اليمن هذا البلد الزاخر بالرجال, الملئ بالعظماء, هذا البلد المتحدر من صلب العظمة والكبرياء والعنفوان, هذا الوطن الكبير الذي ينتظر منه أن يتمم مابدأه أبو تمام, والذي ينتظر منه أن يكون فيصلاً بحق يفصل ما بينه وبين الموت.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
في وداع أبي تمام- جمال أنعم
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» وداع للفورمات
» مجانا برنامج RegCure-v1-5-2-7-Crack لتصحيح اخطاء جهازك

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
https://bahaj.ahlamontada.com :: الاقسام الاساسية :: ..::: المجالس الإخبارية والسياسية :::..-
انتقل الى: