نائب مدير عام مكتب السياحة بمحافظة الحديدة يحيى علي المنصور ليس راضياً تماماً عن دور مكتب السياحة والآثار في المحافظة حيث يقول: يقتصر دور مكتب السياحة بالمحافظة في الجانب الأثري على عملية الإشراف والترويج إن وجدت معارض للآثار بالمحافظة التي يوجد بها متحفان للآثار، هما متحف مدينة الحديدة ويوجد بمبنى الهيئة العامة للآثار، ومتحف زبيد ويحويان بعض القطع الأثرية النادرة القديمة، كما أن متحف زبيد يحتوي على مخطوطات أثرية قديمة وهو غني بهذا الجانب الأثري.
توجهت إلى مبنى الهيئة العامة للآثار بالمحافظة الواقع على ساحل المدينة، وهو مبنى قديم أثري تحت الترميم، حيث بدأت عملية ترميمه قبل عشر سنوات ولم تنته حتى اليوم، نظراً لأن عملية الترميم تتوقف من وقت إلى آخر.
وعندما وصلت المبنى وجدته مغلقاً بواسطة سلسلة حديدية، فحاولت معرفة أسباب إغلاقه من بعض سكان الحي الذي يقع فيه المبنى فكان ردهم بأن مكتب الهيئة العامة للآثار لا يفتح إلا في آخر الشهر فقط لمدة يومين أو ثلاثة أيام فقط، وأن مدير المكتب يسكن في صنعاء ومفاتيح المبنى معه، فواصلت عملية البحث عن عنوان أي موظف في الهيئة للآثار بالحديدة كي أطرح بعض الاستفسارات عن الهيئة والمتحف والقطع الأثرية التي يحتويها في المحافظة، وبعد أيام من البحث وجدت أحد الموظفين الذي رفض الإفصاح عن اسمه أو الوظيفة التي يشغلها بالهيئة أو تزويدي بالمعلومات التي أريدها، واكتفى بالقول متحف محافظة الحديدة داخل مبنى الهيئة، ومبنى الهيئة مغلق، والمفاتيح مع المدير العام الذي يسكن في صنعاء، لا يحضر إلا آخر الشهر لاستلام الراتب ويعود من حيث أتى، والموظفون مشردون في الشوارع لا يداومون، والخدمة المدنية والمالية وجهاز الرقابة والمحاسبة والمحافظة يعلمون ذلك، كما أن الهيئة لا تقوم بدورها المناط بها في هذا الجانب الأثري الهام في المحافظة، والمتحف الوحيد المفتوح أمام الزوار هو متحف زبيد فقط.. هذا كل ما عندي ولا أستطيع الإفصاح عن المزيد.
آثار من القرن الأول الميلادي
وفي محافظة إب يوجد متحف إب الواقع في مديرية المشنة في الجزء الجنوبي من المدينة القديمة الذي بني في بداية الثمانينات وبه بعض الآثار المكتشفة في جبل العود التي نجت بأعجوبة من ناهبي الآثار والعابثين بها حيث شاهدنا في صالة العرض في الدور الأول والثاني من المبنى العديد من الآثار التي تعود في أغلبيتها إلى القرن الأول والثاني قبل الميلاد اكتشفت في جبلة والعود وهجر مريس (مملكة قتبان) كما هو مبين في التعريف على هذه القطع الأثرية ومنها أحجار منقوشة ومزخرفة ورؤوس حيوانات أهمها الثور وعملات معدنية وأختام حجرية وأقراط معدنية وذهبية هي بحاجة إلى الترميم والصيانة، بالإضافة إلى سيوف ورماح وسهام أتلفها الصدأ المتراكم عليها وأوان فخارية، وتماثيل آدمية برونزية وحجرية معظمها غير مكتمل تعرضت للعبث والكسر.
كما توجد تماثيل نسائية برونزية وحجرية تعاني من التفتت وتغير اللون نتيجة الإهمال وعدم الترميم والصيانة وعدم توفر الشروط اللازمة من تهوية ورطوبة وإضاءة تحافظ على سلامة الآثار.
وبعد أن انتهينا من التجول في صالتي المتحف ذكر مدير المتحف بان سطح مبنى المتحف مليء بالمخلفات والقمامة التي يرميها جيران المبنى عليه من الطوابق التي تعلوه مما جعل المتحف مأوى للحشرات والقوارض التي تهدد سلامة محتويات القطع الأثرية في المتحف وتسببت في تسرب المياه من سطح المبنى كونه غير مسلح وإنما خشبي مغطى بطبقة رقيقة من الاسمنت.. مشيرا إلى أن مدير عام الآثار في المحافظة لا يتجاوب مع طلبات ترميم المبنى بحجة عدم وجود اعتماد لذلك.
ويفتقر المتحف إلى غياب الشروط اللازمة لتامين سلامة القطع الأثرية وعدم وجود فنيين مختصين في الصيانة والترميم، ونقص الإمكانيات التشغيلية للمتحف ويشكو العاملون فيه انخفاض الرواتب وغياب المكافآت، فيما تحتاج صالات العرض إلى فترينات جديدة مناسبة مخصصة للعرض.
وعلى الرغم من أن رسوم الدخول للمتحف ثلاثون ريالاً فقط كما قال مدير المتحف، إلا أننا لم نشاهد أي زائر، وأكد العاملون بان عدد زوار المتحف يتفاوتون مابين زائر إلى ثلاثة زوار في بعض الأيام وفي اغلب الأيام لا يأتي أحد، وأرجع العاملون في المتحف سبب قلة الزوار إلى ضيق المتحف وقلة محتوياته.
ومن الهم التأكيد على أن معظم محتويات المتحف عبارة عن هدايا قدمها بعض المواطنين إلى المتحف أما القطع المكتشفة فتمثل نسبة بسيطة جدا من محتويات المتحف كما أكد ذلك العاملون فيه كما أن المبنى لا يصلح متحفا لأنه يحتوي على صالتين فقط مساحة كل منهما ( 3× 6 ) أمتار فقط.
ويوجد في إب متحف جبل العود ونهبت محتوياته من قبل الحراس فيه لعدم تسلم مرتباتهم لسنوات عديدة.، كما يوجد هناك متحف في ظفار ومتحف خاص في جبلة، لكنها أماكن لا ترقى إلى أن نطلق عليها اسم متحف.
خمس إدارات في هيئة الآثار
توجد في الهيئة العامة للآثار وفق هيكلها الإداري خمس إدارات، كل إدارة منفصلة تعمل بعيدة عن الأخرى، حيث يلاحظ الزائر لمكاتب الهيئة بأن كل مكتب يعمل مع جهة مختلفة.
أحد الموظفين عندما سألناه عن السبب أوضح بأن هذا الأسلوب هو أسلوب الإدارة الحديث، من أجل أن "يبرم" كل مدير كما ما يريد، لأن مبروم على مبروم لا ينفع.
غادرنا المكان على أمل أن نجد مبرراً لعمل الهيئة الغائبة عن المحافظات، والمتواجدة بكثافة في عدد إداراتها وموظفيها الذين هم بلا عمل.
المتاحف اليمنية
1- متحف عدن: تأسس عام 1930م، وكان تحت إشراف سكرتارية حكومة عدن البريطانية، ومقره في منطقة صهاريج الطويلة، وشملت معروضاته الآثار القديمة والإسلامية والتراثية، ومنذ عام 1966م صار متحفاً للعادات والتقاليد، وظل كذلك حتى عام 1987م حيث نقلت محتوياته إلى مبنى المتحف الوطني بعدن.
2- المتحف الوطني بعدن: كان موقعه في التواهي أسس لهذا الغرض من تبرعات أبناء عدن، وقد افتتح في 1967م رسمياً، وقد عرضت به القطع الأثرية القديمة والتي نقلت من متحف عدن، وهي في أغلبها من مجموعة (كيكي منشرجي) التي اشترتها حكومة عدن في 1960م من هذا التاجر الفارسي (الذي كان يعمل بتجارة الآثار وغيرها) وذلك بمبلغ 15.000 جنيه.
وقد ظل المتحف الوطني حتى عام 1982م في مقره بالتواهي، ثم نقلت محتوياته إلى قصر أكتوبر (قصر البراق) في كريتر حيث المتحف الوطني - فرع عدن الآن.
3- متحف المكلا: ومقره الآن في قصر السلطان بعد أن كان في بناية صغيرة مقابل سور القصر نفسه، وقد تأسس في 13/ 10/ 1994م، ويشمل في معروضاته الآثار القديمة لمملكة حضرموت، وممتلكات سلاطين حضرموت، وصالة لوثائق الثورة اليمنية.
4- المتحف الوطني بصنعاء: تأسس في 1970م وافتتح رسمياً في 4/10 /1971م في قصر الشكر (دار الشكر)، وتشمل معروضاته آثاراً يمنية من مجموعة الإمام الخاصة والتي جاءت من موقع غيمان والنخلة الحمراء والحقة، وكذا آثار مأرب.
وانتقلت تلك المجموعة مؤخراً إلى (دار السعادة) الذي اختير متحفاً وطنياً للجمهورية، والذي رمم ليتسع لآثار الممالك اليمنية القديمة والدول الإسلامية ومراحلها في البلاد، ويجرى تخطيط لتوسيعه وبشكل حديث.. أما دار الشكر فقد أصبح متحفاً للموروث الشعبي عام 1991م.
5- متحف بيحان: أسس في عام 1969م وافتتح رسمياً في 1972م، وتضم مجموعاته الأثرية الفريدة قطعاً أثرية من مجموعة (شريف بيحان) والتي جاءت من تنقيبات البعثة الأمريكية في مواقع المملكة القتبانية في وادي بيحان أضيفت إليها مجموعات أخرى من المنطقة نفسها.
6- متحف قصر صالة (تعز): ويضم مجموعة آثار كانت تابعة للإمام أحمد إلى جانب الآثار القديمة التي جاءت من المواقع الأثرية القريبة من مدينة تعز، والمبنى من قصور الإمام سابقاً.
7- متحف العرضي (تعز): وهو متحف للمعروضات التراثية والأسلحة القديمة.
8- متحف ظفار: ويقع في ظفار (العاصمة الحميرية القديمة) جنوب يريم، وقد جمعت في هذا المتحف آثار المنطقة: قرية ظفار، وقصر ريدان بيت الأشول، حدة غليس ومنكث، وقد تمت عملية ترتيب ودراسة القطع الأثرية فيه عام 1972م.
9- متحف الحبيلين (ردفان): وهو متحف لآثار فترة الكفاح المسلح ضد الاستعمار البريطاني، افتتح في 1978م، وتضم مقتنياته: الأسلحة والوثائق والصور، وتضم إليه حالياً القطع الأثرية التي يتم العثور عليها في المنطقة.
10- متحف زنجبار (أبين): وهو متحف صغير في زنجبار، افتتح في قاعة واحدة عام 1981م ويضم آثار محافظة أبين، وأغلبها آثار إسلامية إلى جانب الآثار القديمة والعادات والتقاليد.
11- متحف الضالع: افتتح عام 1982م، وبه آثار قديمة من المنطقة أغلبها من مقابر ومباني موقع شكع الذي تم التنقيب فيه عام 1981م. إلى جانب آثار فترة الحكم الاستعماري ومرحلة الكفاح ضده، وبعض قطع الموروث الشعبي في المنطقة.
12- متحف سيئون: وهو متحف وادي حضرموت، افتتح في عام 1983م بعد أن كان يوجد بالمدينة متحف صغير للعادات والتقاليد، وهو الآن في قصر السلطان في سوق سيئون، وتشمل قاعاته: الآثار القديمة التي جمعت من مواقع الوادي ونتائج التنقيب في موقع ريبون، إلى جانب الموروث الشعبي وقاعة الوثائق.
13- متحف عتق: افتتح في 1984م، ويضم آثار مدينة شبوة القديمة وآثاراً من مواقع أخرى في محافظة شبوة، وبه قاعة العادات والتقاليد، وأخرى لوثائق النضال ضد الاستعمار.
14- متحف الحوطة: في مركز محافظة لحج، افتتح عام 1984م وفي احد قصور سلاطين لحج وهو متحف صغير للآثار القديمة والإسلامية إلى جانب العادات والتقاليد، والأسلحة التقليدية.
15- متحف الغيظة: في محافظة المهرة، وقد افتتح في عام 1987م، ويضم بعض آثار العصور الحجرية والآثار القديمة إلى جانب تراث المنطقة، ووسائل الصيد البحري التقليدية.
متاحف قيد الإنشاء
ومن المتاحف قيد الإنشاء: متحف في محافظة ذمار منطقة الحدا، متحف بينون ومتحف يافع في محافظة لحج، ومتحف مأرب، ومتحف قلعة زبيد وفي كل من صنعاء وعدن متحف عسكري هام، وبعض المتاحف المخصصة للشخصيات الوطنية.
وللمخطوطات داران أساسيان هما: دار المخطوطات بصنعاء، ومكتبة الأحقاف بتريم، بالإضافة إلى مكتبات أخرى للمخطوطات مثل مكتبة الجامع الكبير في صنعاء.