ـ لماذا يخرج كبار المثقفين من الإصلاح وبعضهم رموز ثقافية مشهورة لماذا غادروا حزب الإصلاح ؟
• ربما لكل واحد مبرراته، تجد نفسك في لحظة من اللحظات غير قادر على التعبير عما تريد، عن حقيقة فكرك، عن التغيير الذي تريده، عن ..، أنا في تقديري أن الإصلاح يتحمل جزءاً كبيراً من مسئولية الخلاف الذي حصل مع المؤتمر، العلاقة كانت إستراتيجية.
ـ وترى أنه يجب أن تظل إستراتيجية أيضاَ .
• وفي رأيي كان يجب أن تخضع لدراسة ومراجعات كثيرة سواء من الإصلاح أو المؤتمر، لكن من الإصلاح على وجه التحديد، لأني افترض فيه حزب عقائدي، حزب قدم خدمات جليلة للوطن خلال السبعينات والثمانينات إلى حرب 94، ولكن أجده ينساق أحياناَ إلى مواقف غريبة لا تتفق مع مبادئه، هذا جانب، الجانب الآخر نسمع اليوم أصوات نشاز من داخل الإصلاح تتحدث بلغة مناطقية، كما هو الحال مع البعض، لم نعهد مثل هذه المسائل من الإصلاح، وأنا واحد ممن تربوا داخل هذا التنظيم، تربيت فيه على مسألة الولاء للوطن وللوحدة وتعزيز الروابط بين أبناء المجتمع اليمني.
الإماميون ..!!
ـ يذهب البعض إلى أنه لك آراء حادة ضد التيار الإمامي، لماذا الحدة إن صّحت .
• أولاً أقول لك أنني لا أنطلق في هذا الجانب من منطلق عنصري وإلا كنت الجانب الخاسر .. الإماميون الذين أقصدهم هم الذين يحملون الفكر الإمامي العنصري البائد سواء كان قحطانياً أو عدنانياً أو أيا كان أصله ولا أقصد الهاشميين، لأن هذا الفكر ميز بين البشر وبين الناس وجعل هناك فوارق عنصرية مقيتة، ليست بيد البشر، مثلاً ما ذنبي أنني لست هاشمياً أو لأنني من أصول تركية .. الإسلام جمعنا في آصرة واحدة، من الصعوبة أن تتعامل مع شخص يعتبرك أدنى منه درجة.
ـ ولذا نعتك (يحي الحوثي) في يوم من الأيام بأنك تركي، مع أن كلمة تركي في حد ذاتها ليس فيها ما يعيب
• هو أكد على تعصبه العنصري، أساء إلى نفسه، هناك كثير من الأسر ذات الأصول غير اليمنية بقيت في اليمن منذ قرون وعقود طويلة، واندمجت في المجتمع اليمني وصاروا أبناء مجتمع واحد، مع تأكيدي إلى أن هناك كثير من الإخوان الهاشميين يرفضون التعصب جملة وتفصيلاً وهم وطنيون أسهموا في الدفاع عن الثورة والجمهورية والوحدة والى اليوم مواقفهم مشرفة، وللعلم فإن عندي في الوكالة هنا عناصر قيادية هاشمية اخترتهم شخصياً لأنهم عناصر وطنية ونزيهة.
ـ كانت لك علاقة شخصية مميزة مع فخامة رئيس الجمهورية عندما كنت في الإصلاح ألم تكن تشكل لك حينها نوعاً من الإحراج مع بعض القيادات الإصلاحية .
• هذه واحدة من الأشياء التي أثرت على وضعي التنظيمي، خاصة وأني كنت عضواَ عادياً، فهناك دائماً من يعتبر أنك دخلت في المحظور ويصبح الشك هو الأساس تجاهك وقد تصل الأمور إلى اتهامك ببيع دينك ومبادئك ...
ـ ذكرت قبل قليل أن والدك كان لاجئاً سياسياً في لبنان ـ ما طبيعة لجوئه ؟
• عندما حصل الخلاف، رغم أنه كان مدير مكتب الرئيس السلال رئيس الجمهورية الأسبق وهو قريبه في نفس الوقت (ابن خالته) لكن كان هناك خلاف حول مسألة تدخل إخواننا المصريين في السياسة الداخلية وانه كان يجب أن يكون دورهم عسكرياً، ويبقى القرار لليمنيين، ولذا حصل الخلاف بين النظام وبين الزبيري والقاضي الإرياني، وغيرهم وكذلك من أطلق عليهم بالقوى الثالثة، وهي اتحاد القوى الشعبية آنذاك التي كان يرأسها إبراهيم بن علي الوزير، وكان حزباً يسارياً وهذا من الأشياء التي لا يعرفها الكثيرون من الناس، وقد تغير فكر الاتحاد عندما تحالف مع السعودية، وهنا اختلف كثير من السياسيين مع الرئيس السلال منهم الوالد والآباء محمد الرباعي وأحمد جابر عفيف وحسين المقدمي ومحمد الفسيل وغيرهم وخرجوا خارج اليمن، كانوا جزاءاً من القوى الثالثة ويرون عدم تدخل الأخوة المصريين في الشئون اليمنية سياسياً، اختلف والدي مع القوى الثالثة أثر مجيء مشروع اتفاق الطائف عام 65م الذي نص على إلغاء الإمامة والجمهورية وقيام دولة إسلامية فرفض والدي هذا الاتفاق وقال لا مساومة على الجمهورية، ولم يكن قادراً على العودة إلى اليمن فذهب إلى لبنان للاستقرار هناك.
ـ من كان يدعم هذه القوى الثالثة خارجياً ؟
* السعودية بعد تحالفهم معها وذلك كان بسبب الخلاف بين عبد الناصر والملك فيصل رحمهما الله واستمر الدعم حسب علمي حتى المصالحة الوطنية.
ـ قبل التحالف مع السعودية .
• لم يكن هناك دعم خارجي، كانوا حزباً سياسيا وطنياً أسس عام 58 وليس لهم ارتباط خارجي حسب علمي كان حزباً يساريا.
ـ عام 92 تقريباً كتب أحد أصدقائك سابقا قصيدة بعنوان (وها ملك) اشتهرت بين الأوساط الثقافية ضد شخصك، فواجهته بقصائد أخرى نظمها لك شعراء من أصدقائك رداً عليه، لماذا هذا الهجاء في نظرك ؟
• كتب عليّ اثر حملات إعلامية وأخذ ورد بيني وبين الإماميين في بعض الصحف، فاتخذ من القصيدة أسلوباً لمهاجمتي لكنني أطلب من أحد الرد عليه فرد الصديق مفضل إسماعيل بقصيدة، وزميل آخر أيضاً، لكنني لا أتذكر إلا قصيدة الأستاذ مفضل.
ـ أين موقعك السياسي حالياً ؟
• أنا عضو اللجنة الدائمة للمؤتمر الشعبي العام وعضو اللجنة الإعلامية العليا للمؤتمر.
الوجه الآخر
ـ نخرج من عالم السياسية، اسأل : ماذا يقرأ الأستاذ نصر طه مصطفى تحديداً؟
• عادة قراءاتي تتوزع بين ثلاثة مجالات سياسية وأنا الآن أعكف على قراءة مذكرات جورج تنت مدير المخابرات المركزية في أمريكا سابقاً، وفكرية، كما أحب قراءة الروايات العربية والعالمية .
ـ تكتب في المجال السياسي فقط، رغم أنك متعدد الاتجاهات الثقافية ؟
• نعم .. اكتب في المجال السياسي رغم أني أحس أني سأكتب الرواية في يوم ما.
ـ يبدو أنك شرعت في كتابة رواية ما .
• شرعت فعلا ً
ـ هل ممكن نعرف عنوانها ؟
• لا..لا .. دعها ، شرعت قبل سنين طويلة وتوقفت .
ـ ولا مضمونها أيضا .
• المضمون حول أجواء الحياة داخل حارات صنعاء.
ـ غبت عن الكتابة في كثير من الصحف التي كنت تكتب فيها هل أخذت (سبأ) كل الأستاذ نصر ؟
• أخذت مني جهداً كبيراً، نعم.
ـ أين الجزء الصغير إذن .
أكتب منذ سنتين بانتظام في صحيفة 26سبتمبر وبعد صدور السياسية كصحيفة يومية أكتب مقالاً لسبتمبر وأنشره في نفس الوقت في السياسية وأكتب مقالاً أسبوعيا لصحيفة الخليج والإماراتية ومقالاً أسبوعيا لمجلة المجلة السعودية.
ـ انتقلت من الحضور المحلي إلى الإقليمي .
• نعم خاصة بعد أن وصل العمل في الوكالة إلى بر الأمان.
ـ هل تقرأ الشعر ؟
• نعم . وحقيقة يُسكرني شعر الزبيري كما أحب أن أقرأ للبردوني وأي جديد للدكتور المقالح .
ـ قصيدة أعجبتك كثيراً .
• هناك ثلاث إلى أربع قصائد للزبيري كلما قرأتها أجد عيوني تمتلئ بالدمع .
ـ عناوينها
• ( كفر وإيمان ـ خطبة الموت ـ إلى وطني ـ رثاء شعب )
ـ هل تنظم القصائد أيضاً ؟
• لا..
ـ مهنة تجيدها غير العمل الصحفي.
• كتابة رأي سياسي غير قابل للنشر، وحقيقة لا أحس أني أجيد أي عمل باستثناء العمل الصحفي .
ـ أمنيتك في الحياة .
• أن يكون أولادي أفضل مني وأن أعيش مستوراً حتى ألقى الله .
ـ طموحاتك ..
• ليس لي طموحات كنت أحس داخلي منذ الثمانينات أنني سأقود مؤسسة صحفية، ومن العجيب أني كنت وأنا في سن الحادي عشر أو الثانية عشر أقوم بعمل صحف حائطية كنشاط خاص عندي في البيت وأعلقها على الجدران وأكتب عليها أسمي ممهورا بلقب رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير!!
ـ هواياتك ..
• القراءة اليومية، كما أن هواياتي اليومية الحرص على المشي راجلا ومشاهدة فيلم سينمائي غربي خاصة الأفلام الجادة إن تيسر لي ذلك للتخفيف من ضغوط العمل .
ـ أحرج المواقف في حياتك ..
• عندما لا أستطيع إنجاز عمل ما في موعده ...
ـ أصعب موقف ..
• من أصعب المواقف في حياتي عندما عرض عليّ العمل في الوكالة كنت متهيبا جداً، فعندما أبلغني فخامة رئيس الجمهورية بأنه يريد إيكال هذا العمل إليّ وأنا لا زلت عضواً في حزب الإصلاح فسألته هل معنى هذا ترك الانتماء للتجمع اليمني للإصلاح، فحقيقة كان الرئيس أكثر من شهم عندما قال أبداً أنا أريدك في هذا العمل الشخصي وثقتي بك واتخذت قراراً بعد ذلك كان من أصعب القرارات وهو الخروج من الإصلاح، تجمدت علاقتي بالإصلاح منذ العمل في الوكالة ثم اتخذت القرار خاصة بعد أن اتخذت الحكومة قرارا بتعيين رئيس الوكالة الناطق الرسمي باسم الحكومة فلم أكن أريد التناقض مع ذاتي .
ـ ولكن القرار جمد .
• القرار جمد في حينه ولم ينفذ والموضوع انتهى نهائياً والحقيقة أنه لم يصدر قرار وإنما الذي حصل دردشة في مجلس الوزراء وخبر في وسائل الإعلام..
ـ أكبر فرحة في حياتك ؟
• عندما أصبحت جداً، تهليل ابنة ابنتي تضفي علي سعادة ليس فوقها سعادة (صورتها مبروزة على مكتبه) .
ـ أنجح قرار اتخذته في حياتك ؟
• أني تجرأت على إصدار السياسية كصحيفة يومية للوكالة، وكان يدور في رأسي منذ العام الأول لترؤسي للوكالة .
ـ أفشل قرار ..
• عندما وافقت على الترشيح كنقيب للصحفيين اليمنيين .
ـ صحيفة تقرؤها بمتابعة .
• مجلة النيوزويك الأمريكية بطبعتها العربية، وأتابع الكثير من الصحف المحلية وتشدني نوعية المادة في أي صحيفة .
ـ قناة فضائية .
• الجزيرة، ثم الجزيرة الوثائقية .
ـ أعز صديق في حياتك .
• أعز أصدقائي القاضي أحمد الحجري محافظ الحديدة، ومحمد عبد الله زبارة وكيل وزارة التربية ويحي الشرفي المستشار بسفارتنا في القاهرة.
ـ شخصية تاريخية تأثرت بها ..
• محمد محمود الزبيري .
ـ هل بكيت يوماً ما بعد تجاوزك مرحلة الطفولة .
• عندما أجلس مع الوالد المناضل عبد السلام صبرة أحس أني أخرج أكثر شباباً وحماساً بسبب روحه العظيمة التي لم تخبو حتى الآن وهو في هذا السن وعندما سمعت حواره في قناة الجزيرة بكيت مرتين، وبكيت في وفاة والدي وأيضاَ عند وفاة الأستاذ عمر طرموم وفي وفاة صديقي حميد شحرة رحمهم الله جميعا.
ـ صديق عزيز أثر في شخصيتك .
• القاضي أحمد الحجري .
ـ صفة طيبة تحمدها في نفسك .
• أنام وليس في قلبي على أحد ذرة من حقد حتى الذين يشتمونني في الصحافة.
ـ صفة سيئة .
• البط ء في اتخاذ القرار .
ـ أجمل أقات اليوم
• عندما أمشي أو عندما تكون حفيدتي تهليل بين يدي، قد اقضي معها ساعة أو ساعة ونصف وأنا أتمشى معها وألاعبها بدون ملل .
ـ هل تتناول القات .
• يومياً . للأسف الشديد .
ـ تطربك الأغاني ؟
• نعم خاصة الأغاني التراثية اليمنية وأم كلثوم رحمها الله .
ـ المحلية ؟
• علي الآنسي وأبو بكر سالم بدرجة أساسية .
ـ ماذا علمتك الحياة .
• علمتني الحياة أن الحكمة يكتسبها المرء من الصبر وسعة الصدر...
ـ كنقيب للصحفيين أسألك عن مهمة النقابة؟
• النقابة مهمتها أن تدافع عن الزملاء، تحمي المهنة، لكن ليس وظيفتها أن تتحول إلى شرطي يقمع أعضائها.
ـ البعض يصف دوركم فيها بالسلبي.
• هذا توصيف من لم يعجبه دور النقابة، والنقابة لم تقصر في مساندة الزملاء بما في ذلك الذين يتجاوزون الخطوط الحمراء المحددة دستوراً وقانوناً .
ـ ما يتعلق بالاعتداء على الصحفيين؟
• هذا كلنا ضده، جملة وتفصيلاً ولن أتردد عن الدفاع عن أي زميل حتى ولو كنت على خلاف شخصي معه.
ـ سؤال سألتك به وكنت تتمنى ألا أسألك به .
• أسباب خروجي من الإصلاح . لا أحب الحديث عنها دائماً، وللعلم فما كتبته من نقد على الإصلاح بعد خروجي منه لم يزد عما كتبته من انتقادات وأنا لا زلت عضواً فيه.
ـ سؤال لم أسألك به وكنت تتمنى أن أسألك به .
كنت أتمنى أن تسألني عن موقفي ممن يسيئون لي بسبب موقفي السياسي وأقول لهم سامحهم الله وليس بقلبي ذرة ضغينة لهم لكن أتمنى لهم أن يتعلموا أدب الخلاف وأن يتجنبوا الإساءة الشخصية ويتعلموا محاورة الأفكار وليس سب الأشخاص .
ـ كلمة أخيرة .
أتمنى لصحيفة إيلاف كل التوفيق، وأن تكون الصحيفة الأسبوعية الأولى .
[size=12]* نقلا عن صحيفة إيلاف