القباب :
عرفت القباب في عمارة المساجد في عهد الدولة الأموية وأصبحت تمثل مع المآذن احدى الرموز الهامة في تاريخ فن العمارة الإسلامية ، ومنذ ذلك الحين كانت ولا تزال في تطور مستمر من حيث تناسقها وأبعادها الهندسية وزخارفها ، ومن هذا المنطلق فقد أحتوى جامع الصالح بصنعاء على 23 قبة موزعة على مختلف زوايا الجامع . منها القبة الكبرى (قبة يس ): التي تعتبر من كبار القباب في الوطن العربي ، وترتفع نحو 5 ر54 متراً عن ارضية الجامع ، فيما يبلغ قطرها نحو 28 متراً تغطي مساحة نحو 1400 متر مربع ويعلوها هلال نحاسي اصفر اللون بإرتفاع 5ر9 أمتار ، وهي
مكسوة من الخارج بمادة ( الـ جي أر سي ) باللون الأبيض والأحمر ومن الداخل منقوشة بآيات قرانية وزخارف جبسية وتتخلله قمريات كبيرة 3 في 2
متر ، و80 قمرية ملونة منها 20 قمرية كبيرة مقاس 3 في 5ر1 مترا وفي الجزء الاسطواني 60 قمرية صغيرة مربعة مقاس 90 في 90 سنتيمتر ، وفي الجزء المربع من القبة تسهم هذه النوافذ والقمريات بتزويد المصلى الرئيسي بالاضاءة في اثناء النهار واعطاء طابعاً جمالياً ، كما اعطت مساحتها الكبيرة مساحة كافية لكتابة سورة (يس ) كاملة عليها مع سورة السبع المثاني الفاتحة ، بالخط الثلث . أما القباب المتوسطة فعددها أربع تعلو أركان المستوى الثاني من سقف يغطي كل منها مربعاً قطر كل منها هو 20ر16 متراً وترتفع عن أرضية الجامع بمقدار 75 ر44 متراً وهي مكسوة من الخارج بمادة الـ جي أر سي ويعلوها أهلة بارتفاع خمسة أمتار من النحاس الأصفر منقوشة بزخارف جبسية نباتية وهندسية ملونة ، وتوجد في كل قبة 52 قمرية منها 16 كبيرة موجودة في الجزء الدائري فيما 36 قمرية تقع في الجزء المربع بمقاس 90سم في 90 سنتيمتر تزينها آيات من القرأن الكريم على شكل احزمة مكتوبة بخط الثلث .
وفيما يخص القباب الصغيرة فعددها 4 قباب تقع على زوايا الجامع الأربعة قطر كل منها 3ر9 أمتار، وترتفع كل قبة 6ر33 متراً عن أرضية الجامع ، تغطي كل قبة مربع مساحتة 225متر مربع يعلو كل قبة هلال نحاسي أصفر بارتفاع 3متر .
أما قبة مصلى النساء فقطرها 40 ر5 أمتار بارتفاع 12 متر عن أرضية مصلى النساء وتغطي مساحة 34 متراً مربع ، فيما قبة المدخل الجنوبي يبلغ قطرها 40ر5 امتار وترتفع 22 متراً عن ارضية المدخل ، فيما تبلغ قباب المداخل الشرقية والغربية نحو 10 قباب خمس في كل مدخل قطر القبة الواحدة 75ر5 متر وترتفع 18 متر عن الارضية ، وهناك قبتان اعلى مداخل المواضئ قطر كل منها 30ر5 امتار ، بارتفاع 14 متراً .
المحراب يتوسط الجهة الشمالية من المصلى الرئيس للجامع المحراب والذي يضم منبر الخطيب ومصلى الإمام القبلة وكما هي الحال في نمط العمارة الإسلامية والفن المعماري اليمني للجوامع فقد تميزت هذه الجهة بالزخارف المتنوعة والآيات القرأنية المتعددة الأكثر جمالاً ورعة. حيث يقع المحراب بين صفين مزدوجين من أعمدة الرخام الأبيض والتي تنتهي من الأعلى بأربعة تيجان مزخرفة بورق الذهب ، وتتصل في قطاع نصف دائري بقوسين مدببين عليهما زخارف ونقوش نباتية والجوء الدائري من المحراب كتب عليه لفظ الجلالة ألله بالرخام الأسود والبسملة كتبت بورق الذهب وتحيط بالمحراب مساحة مقوسة من الرخام الابيض الناصع المحلي وقد حفرت آية الكرسي بخط الثلث في ثنايا الرخام وكسيت بمادة ورق الذهب اللماع بحيث ينسجم توزيع الألوان مع الإطار العام للمحراب ولايشذ عنه ،كما أن الجزء العلوي من المحراب تتوسطة الآية (فنادتة الملائكة وهو قائم يصلى في المحراب) محفورة على الرخام الأخضر ومكسية بورق الذهب الجميل ، وعلى اليمين سورة الفاتحة منقوشة داخل لوح من الرخام الأبيض الناصع بخط النسخ مكسية بورق الذهب وفي الجهة المقابلة حفرت سورة القدر على رخام ابيض وكسيت بورق الذهب .
المآذن :
يوجد في الجامع 6 منارات منهن أربع بارتفاع 100 متر و 2 بارتفاع 80 ، وتعتبر من ارفع المنارات في الشرق الأوسط ، وقد تم تنفيذ أساسات المآذن بطريقة الخوازيق وبحسب احتياجاتها والمواصفات المحددة بالتصاميم مسبقاً .وتعد المئذنة او الصعومة أحد اهم عناصر المسجد وهي رمز بارز لفن العمارة الإسلامية بشكل عام وقد اهتم اليمنيون بالمآذن عند بناء المساجد وربطها بهيكل البناء جسم المسجد ، وتعد المآذن اليمنية تراثاً معمارياً ومعلما سياحيا ً تزخر بها العديد المناطق كونها تمثل آثاراً تاريخية، وفي جامع الصالح جاءت المآذن لتحمل شكل مئذنة الجامع الكبير بصنعاء ولكن بنمط حديث في توزيعها وتصميمها وإنشائها ، وبحسب حجم الجامع وضخامته وطول واجهته وجود المنارات الست وذلك لتحقيق الإتزان الأمثل للجامع في المستويين الأفقي والرأسي ولتحقيق الدقة والتجانس في التصميم والتوزيع ، بالنسبة للإتزان في المستوى الرئيسي فيتدرج ارتفاع المنارات على مستويين من الجنوب إلى جهة الشمال تجاه ( القبلة) لتعانق بذلك عنان السماء وكأنها تمثل السمو الأفقي بحيث يكتمل الارتفاع نحو بيت الله الحرام .
وفيما يتعلق بالجزء المربع ، هو بمثابة القاعدة التي تقوم عليها المنارات وتصل المساحة التي يحتلها هذه الجزء 8 في 8 ويرتفع هذا الجزء نحو 30 متراً في المنارات الشمالية والوسطى الكبيرة 25 متراً في المنارتين الجنوبية الأقواس والعقود. يبلغ عدد الاقواس في جامع الصالح نحو 142 قوساً مفصصاً وسط الجامع وعلى جدرانة ، منها 36 قوساً كبيراً طولها 5ر22 متراً ، منها 8 اقواس تشكل أقواس مزدوجة ، ثم 52 قوساً متوسطاً طولها 15 متراً ، منها 24 قوساً تشكل 12 مزدوجاً ، بينما الاقواس الصغيرة عددها 54 قوساً منها مزدوجة وتبلغ عدد الفصوص في جميع الأقواس نحو 3 الاف و 262 فصاً .
التيجان الجبسية :
بلغ عدد التيجان الجبسية في جامع الصالح 112 تاجاً منها 68 تاجاً كاملاً ، و40 تاجاً جداري نصفي ، و 4 تيجان ربع تاج على زوايا الجامع ،
ارتفاع التاج الكامل 10ر3 أمتار .، فيما بلغ عدد الأعمدة الجبسية أعلى التيجان 560 عموداً ارتفاعها 2 أمتار .
مصلى النساء :
ونظراً للأهمية التي يحتلها تعليم المرأة في المجتمع اليمني وتربيتها وتوعيتها دينياً كان لابد من وضع في الاعتبار مساحة من الجامع مصلى للنساء ويبلغ طول مصلى النساء نحو 86 متراً وعرض 85 ر14 متراً ويبلغ مساحته ألف و288 متراً مربعاً و ارتفاعه نحو 20 ر5 مترا ويبلغ عدد المداخل الخاصة بمصلى النساء مدخلين شرقي وغربي بكل مدخل مصعد سعة 21 شخصاً فيما عدد الحمامات الخاصة 30 حماماً على الجانبين ، ويطل
مصلى النساء على قاعة الصلاة عبر شرفات خاصة في مقدمته مغطاة بمشربيات خشبية ويطل على ثلاث نوافذ خلفية على الساحة الوسطى ومبنى الكلية وعلى الصروح الشرقية والغربية عبر نافذتين كبيرتين .وقد تم تكسية سقف مصلى النساء بالزخارف والنقوش الجبسية بأشكال نباتية وهندسية للبلاطات والجسور والقبة وهي مشابهة لماهو في الرواق الخلفي .
الأروقة :
من اروقة الجامع الرواق الخلفي للمصلى اليومي ويبلغ طوله 86 مترا ونصف وعرضه 13 متراً ونصف ، فيما تبلغ مساحته ألف و 170 متر مربع ، وسعتة نحو 1800 مصلي فيما ارتفاعه 8 أمتار ، وعدد عمدانه 12 عموداً جدارياً بشكل نصف دائري إضافة إلى 6 أعمدة متصلة بالفناء المكشوف مكسيه بالحجر البلق المحلي .
الفناء المكشوف ، صرح الإمام الشاطبي ( الصوح الداخلي) والأروقة حوله طوله 58 متراً و عرضة 27 متراً ، فيما مساحتة 2100 متر مربع بما في ذلك الرواق ، سعته 3 آلاف مصلي بما في ذلك الرواق ، ويحيط به 22 عموداً قطر كل واحد متر و20 سنتيمتر وارتفاع العمود 20ر7 أمتار شاملاً التاج تم تكسيتها بالحجر والبلق المجلي .
الأصواح :
ويبلغ طول كل منها 124 متراً و عرض 64 متراً في مساحة كل منها 8 ألاف و 64 متر مربع ، وجوانب الاصواح فوق مداخل البدروم ، ومساحة الصوحين 16 ألف و 128 متر مربع وتبلغ سعة الصوحين الإجمالية 21 ألف و 504 مصلي تقريباً .
القمريات :
ويوجد في جامع الصالح نحو ألف و 320 قمرية صغيرة وكبيرة موزعة على مختلف اجزاء وزوايا الجامع ، منها 36 قمرية مزدوجة داخلية وخارجية على الجدران ملونة وزجاج شفاف ، 44 قمرية مزدوجة على السقف العالي نصف دائرية ، و 10 قمريات فوق فوق الأبواب الشرقية والغربية، و 28 قمرية مزدوجة شبه قوس في الجدران ، و 56 قمرية مزدوجة مستطيلة ، و 80 قمرية على القبة الكبرى ، و 208 قمرية على القباب الوسطى ، و 144 قمرية على القباب الصغيرة ، 606 قمرية كبيرة وصغيرة ومتوسطة في المصلى الرئيسي ، 108 قمريات في المآذن .
الآيات القرآنية :
بلغ عدد السور القرانية المكتوبة كاملة في الجامع نحو 8 سور هي: يس ، الرحمن ، الاخلاص، الناس، العصر ، الفلق، القدر ، الفاتحة ، فيما بلغ عدد السور التي أخذت منها الآيات نحو 62 سورة ، وبلغت عدد الآيات المكتوبة والمنحوتة على جدران الجامع نحو 730 أية ، اضافة الى أن جميع الخطوط والنقشات الإسلامية والايات القرانية تمت اغلبها بخط الثلث على يد الخطاط اليمني المجاز عالمياً ناصر عبد الوهاب النصاري .
كلية الصالح :
تتكون الكلية من 3 أدوار ومساحتها 7 الاف و 759 متر مربع بما في ذلك مساحة الفناء المكشوف وهي 2100 متر والرواق الخلفي للجامع ، وتحتوي على المواضئ في الجهتين الشرقية والغربية وادارة الجامع ومداخل مصلى النساء والمدخل الرئيسي الجنوبي . وباعتبار أن العمارة الإسلامية والجوامع الإسلامية الكبيرة كانت مقرونة عبر التاريخ الإسلامي بتأسيس المدارس والجامعات والتي لعبت دوراً كبيراً في الارتقاء بالمعرفة والعلوم الإنسانية مثلما كان موجود في جامع الأمويين في دمشق ، وجامعة قرطبة بالاندلس ، وجامع الازهر بالقاهرة ، وجامع القيروان بتونس ، والجامع الكبير صنعاء والعامرية برداع والاشرفية بتعز فأن جامع الصالح جاء على هذا المنوال .من هناء جاءت رغبة فخامة الرئيس علي عبدالله صالح بأن يحتوي الجامع على كلية للقرأن الكريم والعلوم الإسلامية بطاقة استيعابية تقدر بـ600 طالب وطالبة . وتتكون الكلية من الاقسام التالية، ( قسم القرآن الكريم وعلومة ، قسم الشريعة الإسلامية اصول الفقة ، قسم العقيدة ، قسم السنة النبوية ) وتقع الكلية في الجهة الجنوبية للجامع وعلى هيئة مقوسة على الجدار الجنوبي للمصلى الرئيسي وتغطي مساحة 17 الف و 86 متراً وتضم الرواق الخلفي ، والصرح المكشوف وملحقات الكلية .
المنشآت الملحقة :
يضم الجامع إلى جانب المكونات التي ذكرناها سابقاً صالة التشريفات ، المكتبات ، المساحات الخضراء وموافق السيارات ، ومكتبة الصالح التي تزخر بألاف الكتب من كنوز وامهات الكتب والمخطوطات الأثرية والتاريخية والعلمية والادبية وهناك مكتبة خاصة للرجال ومكتبة خاصة للنساء مع قسم الترجمة الحديثة .
المواضئ والحمامات :
يبلغ عدد الحمامات 102 حماماً موزعة على جانبين شرقي وغربي منها عدد حمامين لذوي الاحتياجات الخاصة في كل جانب ، فيما عدد حنفيات الوضوء 194 حنفية على الجانبين ، فيما هناك 108 حماماً في الاصواح الخارجية على الجانبين وعدد 130 حنفية وضوء على الجانبين ، فيما تجد عند بوابة الحمامات صندوق أمانات متعددة خاصة بوضع الجزمات والامتعة الخاصة وهذه اللفتة البادرة تعتبر الأولى في العالم عندما تذهب تصلي تأمن على جزمتك ومتاعك عند صندوق خاص ويتم اعطائك قرت برقم الصندوق من قبل الموظفين العاملين من اجل راحة واطمئنان المصلي .
تتسع مواقف السيارات لـ اكثر من 1900 سيارة ، فيما يبلغ طول السور الخاص بالجامع نحو ألفين متر طولي ، ويوجد فيه 7 بوابات حراسة عند
مداخل السور ، و7 بوابات رئيسية للسيارات والمشاة ، بما فيها مداخل الضيوف .
أما شبكة الري والمياه فيوجد بئرين ارتوازيين خاص بالجامع ، وخزان المياه بسعة 500 متر مكعب ، وتتالف شبكة الري من عدة اجزاء او عناصر ، منها وحدة تحكم كهربائية بالبرمجة المسبقة للري اتوماتيكياً ، ومحابس كهربائية وأخرى عادية وصمامات هواء وعددات ضغط ومحطة واسطوانات فلترة وتسميد ، اضافة الى انابيب ضغط ومضخات مياه افقية لشفط اليماه وضخها بالشبكة ، كما ان شبكة الكهرباء الخاصة بالجامع يتم اضاءتها وإطفاءها اتوماتيكيا عبر برمجة خاصة بالحاسوب ، كما وجه فخامة رئيس الجمهورية باهمية الاستفادة من مياه الأمطار وإعادة استخدامها في ري المساحات والحدائق الخضراء بالجامع ، من خلال تجميعها في خزانات خاصة بموقع المشروع وبسعة 600 متر مكعب ، تمر عبر طرقات المشروع وومرات عبر فتحات خاصة لتصريف المياه الأمطار مع وحدة فلترة وأنابيب واسعة تمنع الانسداد التي قد تحدث وتجميعها الى الخزان.
أول صلاة:
اكتمل المشروع،في تاريخ 15 أغسطس من العام الجاري 2008م وقام فخامة الاخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية بحضور أول صلاة بجامع الصالح في أول جمعة من رمضان بتاريخ 5 رمضان 1429 هجرية الموافق 5 من سبتمبر 2008م مع عدد من المشائخ و العلماء و المسئولين إيذاننا ببدء الصلاة في الجامع .
و في هذا اليوم 21 من نوفمبر ابتهجنا جميعا بافتتاح هذا المشروع الروحاني العملاق رسمياً بحضور عدد من الشخصيات الإسلامية المحلية والعربية ليضيف بذلك لليمن رمزاً حضارياً و تحفة معمارية إسلامية عالمية.
* عن موقع الحقيقة نت