موضوع: يا لعار الأمة في غزة.. بقلم: د. عوض السليمان الإثنين 29 ديسمبر - 7:44
مئتان وتسعون شهيداً هي الحصيلة الأولى للهجوم الصهيوني الوحشي على قطاع غزة المحاصر، وجيش الكيان يقول إنما هذه بداية، فالهجوم الحقيقي لم يبدأ بعد.
منذ أيام قليلة وزعت الحكومة الصهيونية على مرأى ومسمع القادة العرب رسالة في مجلس الأمن تؤكد فيها أنها ستدمر غزة على ساكنيها، وكعادته فقد وافق مجلس الأمن والأمم المتحدة على الجريمة، وهذا لا ضير فيه فالمؤسستان وجدتا ليخدمان الصهاينة.
ولكن العار، كل العار، على القادة العرب الذين ارتضوا بهذا الذل حتى ركب العدو فوق ظهورنا وما هم إلا ثلة من الشواذ والإرهابيين، لكنهم استطاعوا بفضل تخاذل القادة العرب وجبنهم على الانتصار والسيطرة المطلقة على ثلاثمائة مليون عربي.
بفضل هؤلاء القادة ومباركتهم يسيل الدم الآن في غزة أنهاراً، ويُيتم أطفال وتثكل نساء، إنها الموافقة العربية على العدوان، بل ومباركته، فمنذ وقت ليس بالقصير وكتاب الخارجية الصهيونية العرب يدعون للقضاء على حكم حماس في غزة، وكذلك لم يتوقف حلف الاعتدال العربي عن الهجوم على غزة بوصفها بؤرة لطالبان. لقد كانت كل المؤشرات تؤكد أن الهجوم قادم. وأنه سيدمر غزة على من فيها.
وزراء في الحكومة المصرية، وأعضاء في الحزب الحاكم أعلنوها صراحة، أنهم لا يريدون إمارة إسلامية على حدودهم، فهم على ما يبدو، يقبلون بدولة صهيونية يهودية لكن غير إسلامية، ورئيس المخابرات المصري الذي شبع بطنه من طعام بني صهيون، حلف الأيمان أن سيعاقب حماساً ويسقط نظام حكمها. وهاهو اليوم يصمت وتختفي رجولة الرجال لكنه يفي بوعده فأطفال غزة تحت الموت.
نحن لا ندافع عن حماس ولا نقف ضدها، نحن مع الشعب الفلسطيني المحاصر والمقهور والمقتول في غزة، نحن مع أبناء غزة وبناتها، مع شبابها وشيبانها. ألا يكفي أهل فلسطين تشريداً وتقتيلاً ومهانة.
هل فقد حكامنا آخر قطرة من كرامتهم، هل انتهت حمرة الخجل من وجوههم، أ ليس فيهم بعض رجولة، فيردوا على هذا العدوان الغاشم الذي يحدث في وضح النهار أمام أعين العالم وسمعه.
في الوقت الذي يريد فيه مجلس الأمن ضرب سورية بسبب أسلحة نووية مزعومة، وفي الوقت الذي يريد فيه هذا المجلس محاسبة رئيس عربي أمام المحكمة الجنائية، وفي الوقت الذي أباح فيه هذا المجلس تدمير العراق وقتل رئيسه، في هذا الوقت بالذات، يقوم بتدمير غزة فوق مليون ونصف المليون فلسطيني. ولم لا، فهم العدو، لكن ما بالك بالعرب الذين خططوا مع الصهاينة لمثل هذا الهجوم، وغنوا وصفقوا له.
اجتماع وزراء الخارجية العرب الذي عقد مؤخراً في القاهرة، رفض استقبال وفد حماس واعتبره خارجاً عن الشرعية، بينما يستقبل هذا الاجتماع بشكل فردي كل مجرمي الحرب الصهاينة، فلقد أصبح الكيان الصهيوني شرعياً في زمان أشباه الرجل. وعندما نصح الوزير السوري نظيره أبو الغيط بضرورة الوقوف على الحياد بين فتح وحماس ثارت ثائرة الحكومة المصرية، حيث أثبت أبو الغيط وقتها أنه يقف على الحياد بين العدو والصديق. وهاهو اليوم يؤكد الفكرة من جديد، فهو يقف على الحياد بين غزة والكيان الصهيوني الغاصب.
ولئن كان هذا حال حكامنا، فأين شعوبنا؟. حسرة على هذه الأمة، فلم يعرف التاريخ أكثر منها وهناً أو أشد منها ذلة، فأتباع محمد صلى اله عليه وسلم، يضربون المثل اليوم بالفيتناميين وأهل أمريكا اللاتينية بعد أن كانوا مضرب المثل في النخوة والحمية والشجاعة.
ماذا تفعل أمة تقبل على أرضها جمعية كجمعية ميم وحلم، وتدافع عن حقوق الشواذ من اللواطيين والسحاقيات، ماذا يمكن أن تنجز أمة تقدم مرئياتها برامج مثل ستار أكاديمي وتاراتا، ويتنافس أمرائها على أحسن معز وأشجع تيس. بل قل ماذا تفعل أمة يموت أبنائها جوعاً بينما يهدي حكامها أثمن الهدايا للأعداء والمحتلين.
لك الله يا غزة، وصبراً، فإنما النصر صبر ساعة، أما أن نهتف أين الملايين وأين زعمائنا، فلا حاجة لذلك، فهم نيام مع جياع الشعب، فقد سهروا طوال الليل وهم يرتبون أوامر أسيادهم في البيت الأبيض وفي تل أبيب، لقد سهروا طوال الليل وهم يشاهدون القرارات الجديدة التي سيتخذونها للدفاع عن الشواذ وبنات الليل.
يا أهل غزة ليت ما مضى من عمري وواقع حالي يسمح لي أن أكون بينكم فأنتم أهل الرباط والجهاد، وما نفسي أغلى علي من التراب الذين تدوسونه بأرجلكم...ولكن!
يا أهل غزة، إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله ما لا يرجون وكان الله عليماً حكيما دكتوراه في الإعلام – فرنسا