الحركة الحوثية هي جماعة دينية ظهرت في السياق السياسي اليمني في الاعلام اليمني عندما قامت بسلسلة من المواجهات مع قوات الحكومة اليمنية، وتداولت الحركة خطابين، خطاباً سياسياً يطمح لكي يقدم صورة عن الحركة باعتبارها جماعة تمرد وخطاب الحركة الذي يقول ان عداءه لامريكا كان سبب المواجهة مع الحكومة المركزية في صنعاء، خاصة ان مركز تمرد الجماعة بدأ في مدينة صعدة،
شمال مدينة صنعاء. ومع ان ظهور الحوثي وجماعته لم يكن مفاجئا للمراقبين اذ ان حسين الحوثي ينتمي لعائلة معروفة بالعلم حيث كان والده بدر الدين الحوثي من علماء اليمن المشهورين، الا ان تحولات الحركة وتطورها الي مواجهة عسكرية مع الدولة هي التي جعلت الحركة في مركز الاهتمام الاعلامي. ويري العديد من المراقبين ان حضور الحوثي كخطاب ومواجهة مع الحكومة لم يبدأ الا في الاعوام السبعة الاخيرة يستغرب الكثير من المراقبين الوضع الذي وصلت إليه مواجهات صعدة ، بخاصة وأن الحوثي لم يكن له أي حضور في الساحة القبلية والدينية في اليمن إلا في الأعوام السبعة الأخيرة. حسين الحوثي كما يقول العارفون لم يكن يسعي الي تأكيد صورته كزعيم لتنظيم مستقل الا بعد ان انشق عن حزب الحق الاسلامي الذي اسسه الشيخ احمد الشامي، واطلق الحوثي اسم تنظيم الشباب المؤمن علي الحزب. وكان حسين الحوثي عضوا في البرلمان اليمني في الفترة ما بين 1993 الي عام 1997، بعدها اخذ في بناء قاعدة لتأييده خاصة في مديرية حيدان دون ترخيص قانوني، اطلق عليها اسم الحوزة . علاوة علي المنشورات والمقالات الصحافية التي كتبت عن الحركة التي لا تزال تواجه الحكومة اليمنية فلم تصدر الكثير من الدراسات عن هذه الحركة وما كتب عنها ربطها بالثورة الايرانية وبانها تيار في داخل الفكر الزيدي يبتعد عن هذا الفكر المنفتح ويتأثر بالفكر الامامي، ويري البعض انها تلقي الدعم من الفكر الامامي، سواء من خلال الدعم المالي او المعنوي، وهناك الكثير من المقالات والحوارات علي الانترنت التي تأخذ هذا الموقف او ذاك، وقد صدر في العام الماضي كتاب للباحث اليمني، عادل الاحمدي، عن مركز نشوان الحميري في صنعاء الزهر والحجر : التمرد الشيعي اليمني موقع الاقليات الشيعية في السيناريو الجديد يقدم دراسة عن تطورات الحركة ويدرس تطورها عبر تاريخ الامامة في اليمن والكفاح من اجل الجمهورية والتخلص من الحكم الامامي والوحدة بين اليمنين، الشمالي والجنوبي. وما يهم في هذا الكتاب هو ما قدمه عن تاريخ الحركة الحوثية والوثائق التي الحقها في نهاية كتابه، اما مقدماته الاولي الامامة وتاريخها، والعصيان والتمرد وموقع الاقليات الشيعية فهي فصول بحاجة لنظرة اخري. وما نهدف هنا تقديمه معلومات عن هذه الحركة، كما قدمها الاحمدي، من خلال تلخيص افكار لها تساعد علي فهم ما يحدث في ضوء تفجر النزاع من جديد
ان تحليل تطور الحركة الحوثية لا ينفصل عن التطورات التي حدثت في اليمن فيما بعد حرب الخليج، وعودة اكثر من مليون يمني كانوا يعملون في السعودية، والاعباء الاقتصادية التي القيت علي الاقتصاد اليمني، ويري باحثون ان الحركة ازدهرت داخل هؤلاء الذين عادوا وتأثروا من تبعات حرب الخليج. ويقال ان الحوثي كان يصرف لكل عضو في تنظيم الشباب المؤمن مرتبا شهريا يتراوح ما بين خمسين الي مئة ريال.
وبرز الفكر الحوثي من خلال التحاور والاعتراض علي خطباء المساجد الذين لا يتفقون مع افكاره وترديد شعارات معادية للولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل ، خاصة أثناء صلاة الجمعة. ولاحقا بدأ الحوثي يوسع نشاطه بشكل أكبر ليشمل مناطق أخري غير المناطق التي يسيطر عليها في محافظة صعدة، حيث بدأ باستقطاب المئات من شباب محافظة حجة القريبة من محافظة صعدة. وبحسب تقديرات الداخلية اليمنية فإن عدد الشباب الذين التحقوا بتنظيم الحوثي من محافظة حجة بلغ 331 كان يدفع لهم الحوثي مبالغ شهرية تصل إلي 7 آلاف ريال. وفي خطوة اعتبرتها الحكومة تحدياً لسلطتها المركزية كانت عندما طلب الحوثي من المواطنين الامتناع عن اداء الزكاة، واصدار فتوي ضد النظام القائم متهما اياه بانه نظام قائم علي امامة الغصب. كما صدر كتاب وصف فيه الحوثي نفسه بأنه المهدي المنتظر ، وطلب من اتباعه أن يبايعوه علي ذلك. ونشرت مصادر الحكومة نصا للبيعة والتي تقول أُشهد الله علي أن سيدي حسين بدر الدين هو حجة الله في أرضه في هذا الزمان واُشهد الله علي أن أبايعه علي السمع والطاعة والتسليم وأنا مقر بولايته وأني سلم لمن سالمه وحرب لمن حاربه وهو المهدي المنتظر القائم الذي يملاْ الأرض عدلاً وقسطاً كما مُلئت ظلماً وجوراً، أبان لنا طريق النجاة وأوضح كتاب الله علي أوضح بيان فنسأل الله أن يحشرنا في زمرته .
حسين الحوثي
ولد حسين الحوثي عام 1956 في قرية آل الصيفي بمنطقة حيدان التابعة لمحافظة صعدة علي بعد 240 كيلومترا شمال غربي العاصمة اليمنية صنعاء قبل نحو ست سنوات من اندلاع الثورة اليمنية التي قضت علي الحكم الإمامي الذي استمر لأكثر من احد عشر قرنا امتدادا للدولة الزيدية التي تأسست في جبال صعدة.
والتحق حسين بدر الدين الحوثي بمدارس التعليم السنية في محافظة صعدة (المعاهد العلمية) التي كانت حركة الإخوان المسلمين تديرها قبل أن تتحول إلي حزب سياسي عام 1990 هو التجمع اليمني للإصلاح. كما تلقي العلم علي يد والده وعلماء المذهب الزيدي والتحق الحوثي بكلية الشريعة في جامعة صنعاء وحصل منها علي شهادة البكالوريوس في الشريعة والقانون.