واهم الحوثي إذا ظن أنه بتلك الممارسات والأعمال الإجرامية والدعم اللوجستي والسلاح الإيراني سيصل يوماً ما إلى دار الرئاسة ، بقدر ما هو أداة تحاول الدولة الفارسية وضعها في شمال اليمن لاستخدامها كورقة ضغط وتهديد وتنفيذ العديد من المصالح الإيرانية في منطقة الشرق الأوسط والخليج ، وواهمة هي أيضاً تلك الدولة الفارسية وهي تكشف للعلن دعمها ومساندتها للتمرد عبر قناتي العالم والمنار الفضائيتين وقنوات أخرى بأنها قادرة من خلال تلك الفئة الضالة المنبوذة أن تجد لها موطن قدم في بلد الإيمان والحكمة، ومتأمرون كذلك أولئك الذين تظهر أصواتهم عند كل حرب وهم يدعون للهدنة والحوار وغير ذلك ، خاصة بعد أن يحرز الجيش تقدماً في الميدان ويوشك على القضاء على كافة جيوب المتمردين في جبال صعدة ، متآمر ذلك الذي يدعو في منتصف كل حرب للهدنة والحوار والوساطات الخارجية وصياغة المعاهدات ، لإن تلك الأصوات تسعى من ذلك لتحطيم معنويات الجيش وإحباطهم في ميادين البطولة والصمود ، وكذلك الحفاظ على ما تبقى من خلال عناصر التمرد الحوثي في صعدة والمديريات المجاورة بغرض إعادة الانتشار والحصول على المزيد من التمويل المالي والعسكري وغير ذلك لإعداد العدة ومن ثم التوسع إلى المحافظات المجاورة وتكثيف أنشطتها وأعمالها الإجرامية تجاه عامة المواطنين في صعدة والمرافق والمؤسسات الحكومية وكافة المشاريع الخدمية ، متآمر ذلك الذي يدعو إلى هدنة وإيقاف الحرب في صعدة قبل إخماد الفتنة والقضاء على عناصر التمرد والتخريب فالحوار والسلم لا يجدي نفعاً مع فئة ضالة مثل عصابة الحوثي التي باعت نفسها للشيطان مقابل فتات من المال وأحلام عفى عليها الزمن وعانى منها شعبنا اليمني الأمرين وقدم في سبيل القضاء عليها مئات الشهداء وها هو اليوم يقدم العشرات من قوافل الشهداء في حرف سفيان والملاحيط وغيرها بهدف القضاء وإلى الأبد على أذناب الإمامة والفقر والجهل والتخلف.
ولا يمكن لتلك الدماء الزكية التي سالت في خنادق الشرف والبطولات للقضاء على عصابة التمرد أن تذهب هدراً بسبب تلك الأصوات التي أصبحت الناطق الرسمي للحوثي وعصابته وتدعو اليوم للهدنة ووقف الحرب والحوار والسلم وهي تدرك تماماً أن الدولة سبق وأن استجابت خلال الحروب السابقة لدعواتها فكانت النتيجة أن الحوثي إزداد عتواً ونفوراً وصار يتكلم بلسان المنتصر ولا شك أن هذه الأصوات تسعى ليس للقضاء على النظام الجمهوري فحسب بل القضاء على الوطن وأبنائه وخيراته ومكتسباته فإلى جانب الوضع الاقتصادي نظل في حروب داخلية تأكل الأخضر واليابس.. لذا فإن الشعب اليمني اليوم من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب على إجماع بأن الحسم العسكري للقضاء على عناصر التخريب من جماعة الحوثي هو الحل الأنسب والأصلح ، وما يتطلب اليوم منا جميعاً هو الوقوف يداً بيد إلى جانب الجيش وأفراد الأمن وهم يواصلون أعمالهم البطولية لاستئصال ذلك الورم الخبيث وإخماد الفتنة التي أشعلها الصريع حسين الحوثي وكافة أفراد أسرته في مديريات محافظة صعدة وهذا الحل كان ضرورياً ليس منذ اليوم فقط ، بل من بعد قيام الثورة المباركة ، علينا جميعاً أن نقف معاً كلاً من خلال موقعه لفضح مثل تلك الدعوات التي يطلقها البعض لإيقاف الحرب والدخول في حوار أو معاهدات كشفت السنوات الخمس الماضية أنها فاشلة وغير مجدية ويكفي اليمن إهانة وإذلالاً في محاورة مخربين ومجرمين عبر وساطة دولية.. إن من الواجب اليوم على قيادة البلاد واحتراماً وتقديراً ووفاءً لتلك الدماء الزكية التي سالت في حروب صعدة منذ بداية الفتنة من أفراد الجيش والأمن وغيرهم من عامة المواطنين الأبرياء- من واجبها العمل على الحسم العسكري والقضاء على كافة عناصر التمرد والتخريب وقياداتها وأذنابها حتى لا تتكرر أعمالهم الإجرامية كل عام وحتى يكونوا عبرة للآخرين وكل من تسول له نفسه العمل على إقلاق السكينة العامة والتآمر ضد الوطن ومكتسباته وكل من يمس أو يسعى للنيل من ثوابتنا الوطنية.