[size=16]فتحت أبواب جهنم فجأة في كل اليمن، الذي كان سعيداً (هل هو زمن بلقيس.. وقبل السيل العرم الذي اتى على سد مأرب؟) واشتعلت حروب البلد الذي تـزيد فيه قطع الأسلحة بين الناس رسمياً على اعداد القطع بين ايدي الجيش والقوى الامنية عشرات المرات، عدا الطائرات والدبابات.. بينما يملك الجميع المدفعية المختلفة الأحجام، وتنهال عليهم مليارات الريالات والدولارات والتومان وتتداخل فيها الافكار – ولا بأس في ذلك في عيش غير تقليدي، في بلد هو الأشد تقليدية على الارض، في أرسخ قبلية عرفها التاريخ، وفي ارض شهدت اول دولة ماركسية ((عربية)) وتنشد قوى عديدة فيها ولادة اول دولة للقاعدة ((عربية)) ايضاً تكون بديلة عن دولة طالبان – القاعدة في افغانستان.
فجأة يكتشف العرب والعالم ان اليمن قابلة للتحول الى صومال اخرى، وعراق جديد – طبعاً بعد صدام – ليس فيه من الحداثة الا احدث الاسلحة وطرق القتل والتفجير والنساء المعاقات ذهنياً يتحولن الى اشلاء تقتل بني جلدتها..
عندما تبدأ الحروب الاهلية، تحشد كل قوة اساسية في هذا الصراع كل عناصر التبرير السياسي، لتبرر العنف العسكري، وفي اليمن اليوم تتداخل عناصر التبرير.. حتى تجتمع التناقضات في اغرب مشهد لا يعادله في العجب، الا ان ترى الماركسي حليفاً لأشد الشعارات الاسلامية الدينية تطرفاً، رغم ان الماركسية كانت لغة الماضي الذي سقط، والقاعدة هي شعار الماضي المصمم على العودة حتى بجناح ميتافيزيقي – غيبـي.. لتطير به.. ويطير معها، بعد ان بدا انه انقرض او يكاد.
وعلى الارض يتحالف الجميع:1- ايران بمشروعها التوسعي عبر الاثنين معاً: (1) حوثيون زيديون تشيعوا في صعدة، ودخلوا اليوم سنتهم الخامسة في قتال السلطة المركزية في صنعاء.. لحساب السلطة المركزية في طهران! (2) القاعدة بمشروعها الذي لا يعترف بالحدود.. فوطنها هو العالم الاسلامي، وفي سبيله وصلت الى اقصى الغرب في اميركا يوم 11/9/2001 وقاتلت في الشرق مع الشيشان في روسيا، وتكاد تكون في كل بلد عربي في المغرب غرباً، في دول الخليج شرقاً وما بينهما في الجزائر ومصر والسودان وليبيا مستندة الى ارض خصبة في العراق، وفّرها لهم الاحتلال الاميركي بدءاً من 20/3/2003، والى دعم غير محدود من دولة علمانية (كما يعتقد البعض في سوريا) ودولة ولاية الفقيه الثائرة على الظلم السني التاريخي كما يعتقد بعض آخر في ايران.
استلهم الحوثيون في الشمال اليمني شعارات الثورة الاولى في ايران (مرك بر اميركا، مرك بر اسرائيل، أي الموت لأميركا، الموت لاسرائيل) يطلقونها داخل مساجد صنعاء الشافعية والزيدية، في تحد واضح ومبرمج للسلطة المركزية، التي تسكت اول الامر، ومن ثم تستدرج الى المواجهة عندما يبدأ رفع الشعارات الايرانية مباشرة عبر رفع اعلام حزب الله ثم صور حسن نصرالله، ثم ارسال عناصر منها للتدريب في معسكرات الحزب في البقاع اللبناني المقفلة على سلطات لبنان الرسمية، فهناك مربعات دولة حزب الله التي تكاد تشمل اكبر محافظات لبنان مساحة فيمر الحوثيون عبر سوريا الى لبنان، ويحصلون على التدريب.. وعلى السلاح.. وعلى المال، لتبدأ الثورة المسلحة في صعدة شمال شرق اليمن على الحدود مع المملكة العربية السعودية.
فإيران تريد محاصرة المملكة العربية السعودية من الجنوب كما يتهيأ لها محاصرتها من الشمال عبر العراق، ومحاصرتها من الشرق عبر قطر وخلايا ايران النائمة في اكثر من مكان داخل الحدود وخارجها في دبي مثلاً وفي الكويت وفي البحرين..
2- القاعدة: وظهور القاعدة في اليمن ليس جديداً ولا مستغرباً، فمقدماته الاساسية ظهرت منذ نحو عقدين من الزمان مع تراجع الحضور القومي ومعظمه ناصري في اليمن بسبب التشرذم والحسابات الشخصية والتدخل الليـبي الذي قسم الناصريين اجزاء.. ثم مع صعود الظلامية الدينية بدءاً من افغانستان وإيران.. وكانت افغانستان هي الفرن الذي صهرت فيه كل القوى السياسية الاسلامية والافراد والهيئات.. والأفكار حتى خرج الجميع في اقصى جموحات التطرف والتعصب الذي صب في كل ارجاء العالم الاسلامي.. وأوله اليمن.
فليذكر الجميع أن اول اصابة بمرض الافغان العرب ظهرت في اليمن، ثم في الجزائر.. وهكذا.
من اليمن خرجت جحافل المقاتلين الى افغانستان وبتشجيع من الرئيس علي عبدالله صالح، كما خرجت اعداد منهم من مصر بتشجيع من الرئيس الراحل أنور السادات، وقد عاد قسم كبير منهم ليتابع ما يعتبره ((جهاداً)) في البلدين، فسقطوا في عمليات ارهابية اسقطت عنهم كل صفة طيبة، لدى بعض الناس خلال قتالهم في افغانستان.
في مصر خرج الجميع من عباءة الاخوان المسلمين، او أفرع شجرتها السامة التي باتت تحمل مسميات مختلفة كالتكفير والهجرة والجماعة الاسلامية، والعائدين الى الجنة، او العائدين من البانيا.
اما في اليمن فقد خرج الجميع من جماعة الاخوان المسلمين.. وما زالوا فيها، وكانت عنوان حركتهم هي مدارس الايمان التي اكتظت بمدرسين سوريين هاربين من حكم أسرة الأسد التي أصدرت القانون 49 بإعدام كل من ينتمي الى الاخوان المسلمين في سوريا.
كثيرون عادوا الى اليمن من افغانستان.. ومارسوا الارهاب ضد مظاهر اعتبروها غير دينية في الجنوب اليمني بعد سقوط الحكم الماركسي، وقيام دولة الوحدة 1994 خاصة ضد قيادات الحزب الاشتراكي اليمني وابرزهم جار الله عمر فضلاً عن قتل سياح واحتجاز مواطنين وطلب فدية.
كان النظام يستوعبهم احياناً خاصة بسماحه للشيح عبدالله الاحمر الذي كان شيخ مشايخ حاشد ومنها قبيلة سنحان التي ينتمي اليها الرئيس صالح نفسه بأن يكونوا جزءاً من التجمع اليمني للاصلاح ويرأسه الشيخ الاحمر، وكان صالح يناديه بأبي حيث قبيلة سنحان تحت حماية الشيخ الاحمر وقبائله في حاشد.
اما اذا خرجوا عليه فإنه كان يوعز بالتضييق عليهم وإقفال مدارس الايمان بعد وقف المدفوعات عنها وابعاد المدرسين السوريين الذين كان بعضهم يتوجه الى اوروبا خاصة المانيا حيث المراكز الاسلامية التي تخضع لرقابة الاستخبارات الالمانية وشريكتها الاميركية..
وعندما كانت مجموعة متطرفة من الاسلاميين كحزب الحق تخرج على صالح فإنه كان يعزز مكانة الحوثيين المتمسكين بالمذهب الزيدي.. والذين كانت ايران بدأت بإختراقهم ومسارعة نشرالتشيع بينهم خاصة وان الزيدية هي احدى فرق الشيعة، لكنها كانت معروفة بتسامحها ورفضها مبدأ ولاية الفقيه، وهي ذات موقف اسلامي مشهود من قضية ما يسمى ((الصراع)) على الخلافة بين الخلفاء أبو بكر وعمر وعلي، فهم يقولون ان علي كان اولى بالخلافة من ابي بكر ثم من عمر.. لكن طالما ان الامور سارت كما يعرفها الجميع فلا داعي لاستحضار التاريخ واسقاطه على الحاضر.
بن لادن واليمن
ولكن عوامل عديدة سنأتي على ذكرها افسحت في المجال لانتشار القاعدة في اليمن، حتى باتت اليوم حلم العودة لأسامة بن لادن نفسه اليها.
فهو يمني الاصل من ((حضر موت)) التي يتعرف الناس على المنتمين اليها بنسب ((با)) قبل اسم العائلة وفي دول الخليج العربي كل عائلة يبدأ اسمها بـ((با)) هي من حضرموت.. وهؤلاء الحضارمة يعتـزون بنسبهم الى هذه المنطقة وهم يرون انها تحمل صفة الحضر.
بن لادن وبعد ان ضاقت به السبل في افغانستان وحتى في الباكستان لن يجد وسيلة للبقاء الا بالعودة الى اليمن، وحيث الشمال مشغول بحرب الحوثيين فإنه الاسهل ان يعاجله بمشكلة جاهزة في الجنوب.. وقد دخل على خطها بقوة شديدة.. ليشتت قدرة السلطة المركزية عسكرياً وأمنياً، وليزيد من ضعف وضعها الاقتصادي عصب بقاء أي دولة او انهيارها..
ولبن لادن في اليمن حلفاء عديدون مستعدون للسير معه مراحل مختلفة.. وكلها تلتقي عند الخلاص من الحكم الحالي للرئيس علي عبدالله صالح.
فلإبن لادن حلفاء اسلاميون، ولإبن لادن حلفاء مستجدون من انفصاليي الجنوب وقد يكون من ضمنهم ويا لسخرية القدر الماركسيون السابقون الحاكمون انفسهم في الجنوب، ولإبن لادن حلفاء في السلطة المركزية بسلوكياتها التي سنتحدث عنها بعد قليل، ولابن لادن حلفاء من الحوثيين المتشيعين الذين يلتقون معه بمواجهة النظام.
والأهم ان لإبن لادن حليفاً فائق القوة والاهمية هو النظام الايراني الذي يلتقي مع كل الحلفاء السابقين لإبن لادن وسيساهم معه في اسقاطه او تفتيت اليمن في مرحلة ضرورية للحرب الاهلية التي يريدها ويتسابق اليها الحلفاء كشرط لإسقاط النظام الحالي.
ايران والقاعدة
لم يعد خافياً علىاحد مقدار التنسيق والاستخدام الايراني للقاعدة في كل مشاريع التوسع الفارسي في الوطن العربي والعالم الاسلامي، فالقاعدة جسد بلا عقل اما ايران فهي امبراطورية عقل، تستلهم التاريخ ولا تحسب للجغرافيا حساباً، وهي تملك قدرات مالية وعملية وسياسة راسخة وقواعد حكم متينة وأذرع فاعلة ومخططات مدروسة.. تعمل على النفس الطويل وتستعمل الحكمة حين تدعو الحاجة، والإرهاب بأعلى درجاته حين تستدعيها مصالحها.
العقل الايراني يستخدم جسد القاعدة في العراق فيحيله الى خراب، حيث يقتل القاعديون القادمون من سوريا وعبر ايران الشيعة في العراق ليلجأ هؤلاء الى ايران بسبب ضعف السلطة المركزية العراقية وتورط اجهزتها الامنية في المخططات الايرانية.
العقل الايراني بالمشاركة مع استخبارات سوريا الخاضعة جزئياً (ومصلحياً) لمخططات ايران يستخدم القاعدة (فتح الاسلام مثلاً) في لبنان لاسقاط الدولة اللبنانية وجيشها واستدراج الحرب الاهلية بين اللبنانيين لحساب دويلة حزب الله وهي مخلب قط ايراني في لبنان.
الآن العقل الإيراني يستخدم جسد القاعدة في جنوب اليمن وهو يجد صدى مباشراً مع قوى جنوبية تريد الانفصال، ولا مانع لدى ابن لادن من وجود قاعدة يستطيع أن يتحرك عبرها في جنوبي اليمن لما في هذا من أهمية.
تلتقي إيران مع ابن لادن والقاعدة في اليمن في الحسابات التالية:
هو يريد قاعدة في اليمن الجنوبي وشرط قيامها هو شطر اليمن إلى شطرين، وإيران تريد الخلاص من أكثرية شافعية في الجنوب لسيادة الزيدية ومن بعدها التشيع في الشمال.
هو يريد قاعدة على حدود المملكة العربية السعودية لأنها هدف أساسي لمشروعه التدميري، وإيران تريد هذا التدمير بأساسه للخلاص من أهم مرتكزات الشرعية العربية بقواها اللامحدودة. فتحويل اليمن إلى دولة فاشلة يتيح للاثنين الانطلاق إلى السعودية وكل المنطقة.
هو يريد الوصول إلى شواطىء بحر العرب وباب المندب ليلتقي مع جماعاته في الصومال، وغيرهم لإقفال الباب على مصر من قناة السويس – تمهيداً لتحرك أفعل داخل الأراضي المصرية.
وإيران أثبتت هذا المشروع عملياً بإرسال قطع بحرية من أسطولها الحربي بحجة حماية نفطها وسفنها من القراصنة الصوماليين، لتصبح على بوابة البحر الأحمر وعند بحر العرب ولتمر سفن النفط السعودي تحت أنظارها من مضيق هرمز إلى باب المندب في رسالة إلى المستهلك النفطي – السعودي - من اليابان إلى فرنسا.
3- نظام علي عبدالله صالح
يؤكد كثيرون ان سلوك نظام الرئيس علي عبدالله صالح هو السبب الرئيسي لما حصل في الشمال مع الحوثيين وما يحصل في الجنوب مع ما يسمى الحراك الجنوبي.
كيف؟
في صعدة شمالي شرقي اليمن، لم يحسن النظام التعامل بروح وطنية ومناقبية مع تمرد قام به طرف من أطراف الوطن، ولم يجد أمامه إلا القوة العسكرية العمياء وحدها، مما دفع عبر خمس جولات من الحروب استمرت خمس سنوات، جموع الناس إلى أحد أمرين: إما إلى الهجرة الداخلية لتزداد مآسي الناس والنظام معاً، وإما إلى الالتحاق بالحوثيين وقد ساعدهم على ذلك أمران أيضاً:
الأمر الأول: الاغراءات المادية الشديدة التي عرضها عليهم الحوثيون الذين يحصلون على ملايين الدولارات من إيران.. فتمكنوا من استمالة الآلاف منهم.
الأمر الثاني: ان النظام كان يقصف قراهم بعشوائية وهمجية دون حساب لوجود أبناء للوطن خطفهم الحوثيون حين قرروا تمردهم، فالتحق هؤلاء بالحوثيين خوفاً من دمار يأتي على رؤوسهم دون ذنب ارتكبوه.. ولا خيار لهم إلا النجاة بأنفسهم.. ولو مؤقتاً.
تحولت حرب الحوثيين إلى غنيمة حرب لقادة كبار في الجيش والأجهزة الأمنية اليمنية، من خلال:
1- الحصول على التمويل للحرب أولاً.
2- اقتطاع الجبهة قطاعات مختلفة يشرف على كل قطاع فيها ضابط أو ضباط، يعهد لهم جلب مقاتلين للجبال يصرفون عليهم من ميزانيات توفرها الدولة.. وقد ظل هذا ممكناً طالما ان النفط يوفر بين 2 و3 مليار دولار سنوياً عائدات للدولة، أما بعد انخفاض أسعاره فقد هبطت تقديماته وظهر العجز في ميزانية الدولة نفسها.
لقد شجع علي صالح الحوثيين بداية عندما خرج عليه حزب الحق وهم إماميون زيديون أيضاً لكن الحوثيين ظهر لهم مشروعهم الخاص بالاتفاق مع إيران التي أمدتهم بالمال والسلاح والتدريب في معسكرات حزب الله كما أسلفنا.
طالب الحوثيون بالمشاركة بالسلطة كما كل فئات ومناطق الشعب اليمني، وكان مطلبهم المحق سبباً في زيادة نقمة السلطة عليهم، وحاربتهم لتجد إيران منفذاً تدخل منه للإمساك بفئة من فئات الشعب اليمني.
وظهر ان الاستجابة لمطالب المشاركة هو أهون سبيل للنظام وأخف ضرراً.. لكنه اختار الحرب العشوائية حتى كان له 40 ألف مقاتل في الشمال الشرقي يصرفون يومياً مليون دولار، ويفتحون الباب لشراء سلاح تتوافر فيه كميات هائلة من أموال الرشى وكان المشرف الأول على هذه الصفقات هو أخ غير شقيق لعلي صالح وهو علي محسن الأحمر، الذي تحول إلى تاجر حرب مع غيره من تجار الحروب وكلهم من ضباط الجيش والأجهزة الأمنية.
لم تنتج هذه الحروب سوى ثروات للضباط، آلاف القتلى من الجانبين، مئات ألوف النازحين الناقمين، تزايد عجز في ميزانية الدولة، وعجز أكبر في تثبيت أركان الدولة في الشمال.. وانتهى الأمر مؤقتاً الآن إلى حصار صعدة وتوابعها، وسيطرة الحوثيين على ثالث أهم مدينة في شمالي اليمن بعد صنعاء وتعز.
الحراك الجنوبي
أما تعامل النظام السيىء مع أهل الجنوب فقد بدأ منذ اليوم الأول، وقد عبر عنه ان الرئيس صالح لم يلتق قيادات الدولة في الجنوب طيلة عهد الوحدة معه (1994 – 2009) أي طيلة 15 سنة إلا منذ أسبوعين فقط.
أما على الأرض فقد كان للضباط والأجهزة الأمنية أيضاً أسوأ الأدوار في تفاقم الوضع السياسي والشعبي والاجتماعي فقد وضع كبار الضباط اليمنيين ومعظمهم من الشمال أيديهم على أملاك وأراضٍ وممتلكات خاصة لأبناء الجنوب تحت حجج واهية، ثم انتشر الجيش الشمالي في الجنوب ليتعامل ضباطه بفوقية مستفزة لأهل المدن الحضرية نوعاً ما قياساً بما هي في الشمال.
وإذا كانت العهود الماركسية في الجنوب ألغت الملكيات الخاصة وأقامت مكانها التعاونيات، فإن حكم صالح منذ عام 1994، ظل على إلغائه للملكيات الخاصة دون أن يتمسك بالتعاونيات بل تراجعت حتى اضمحلت فحصل فراغ اقتصادي وإداري حقيقي في الجنوب.
والفراغ الأهم كان سياسياً، فلم يشارك الجنوبيون في سلطة دولة الوحدة إلا من خلال نائب رئيس يصفه الناس بأنه كان رجلاً نظيفاً قبل أن يصبح نائباً للرئيس هو عبد ربه منصور هادي وكان محسوباً على الرئيس علي ناصر محمد.. وعندما اختار منصور وزيراً جدياً للداخلية حسين عرب لم يستمر في سلطته أكثر من فترة بسيطة ليجري خلعه وتنصيب أحد جماعة النظام مكانه..
نعم أساء ضباط وأمن الشمال في الشمال كما في الجنوب لكن الفارق ان قبائل الشمال كانت تتصدى للممارسات الفوقية أو الفساد أو الانتهاكات بقوتها التي لا يستهان بها، بينما عجز الجنوبيون عن إيجاد أداة يواجهون بها عسف النظام وضباطه.
يتبع .....
[/size]