ابو عبدالعزيز مدير عام الموقع
عدد الرسائل : 561 العمر : 47 تاريخ التسجيل : 29/10/2007
| موضوع: السعودية تمنح مئات الالاف من اليمنيين تأشيرات عمل وامريكا قل السبت 9 يناير - 5:10 | |
|
لندن ـ 'القدس العربي': جاءت تحذيرات عدد من قادة الناتو والمحللين الامريكيين هذا الاسبوع من الاخطاء الامنية التي ارتكبت في افغانستان خلال عقد من الزمان في وقت تقترب فيه واشنطن من فتح جبهة جديدة للحرب على الارهاب في اليمن مع ان الحكومة البلدية حاولت التصدي لكل التكهنات. واكدت ان كل العمليات التي تمت ضد تنظيم القاعدة قام بها الجيش اليمني وان اعتمد على معلومات من جهات خارجية. وقد جاءت تصريحات رشاد العليمي، نائب رئيس الوزراء اليمني لتجلية الكثير من الامور التي تم تداولها منذ الكشف عن علاقة الشاب النيجيري عمر فاروق عبدالمطلب بتنظيم القاعدة ومحاولته تفجير طائرة امريكية اثناء هبوطها يوم عيد الميلاد في مطار ديترويت. ويبدو ان تحرك الحكومة اليمنية الاخير من ناحية القيام بعمليات ضد تنظيم قاعدة الجزيرة العربية والاعلان عن اعتقالات لعدد من المتعاطفين مع التنظيم في ضوء الحديث عن تعاون امريكي مع اليمن من اجل تدريب وتسريع عمليات مواجهة القاعدة وملاحقة قادتها. وتترافق هذه الخطوات مع تصاعد اللهجة القادمة من عدد من النواب الامريكيين مثل جوزيف ليبرمان الذي قال انه ان لم تتحرك امريكا الآن وبطريقة استباقية فاليمن سيكون ميدان 'الحرب القادمة'. وتخشى الحكومة اليمنية من التدخل الامريكي في اراضيها وما سيجلبه اليها هذا الوجود العسكري، فمن ناحية سيعزز موقف الجماعات التي ترى فيه محاولة للسيطرة على اراضي المسلمين او حملة صلييبة مما يعني تأكيد موقف القاعدة وخطابها، وفي اطار اخر سيدفع الحكومة اليمنية لاعادة النظر في اولوياتها والتركيز على قضايا الفقر. ففي بلد تنتشر فيه معدلات المرض والامية يقوم الرئيس اليمني علي عبدالله صالح بانفاق 120 مليون دولار امريكي على بناء جامع ضخم حمل اسمه واكمل قبل عامين، فيما يعاني نصف الاطفال اليمنيين تحت سن الخامسة من سوء التغذية. ومن هنا فان ملامح التدخل الامريكي والاقتراحات البريطانية من اجل انشاء وحدة امن مشتركة للتصدي للقاعدة جعلت الكثير من اليمنيين يتساءلون عن حقيقة تهديد القاعدة، فهذه الجماعة تظل هامشية بالنسبة. لهم وحسب تقرير لصحيفة 'لوس انجليس تايمز' الامريكية فانه حتى الاجانب المقيمون في اليمن يرون في الحديث عن القاعدة وتهديدها امراً مبالغاً فيه. ومن هنا فالعديد من اليمنيين وان حملوا شكوكا حول النوايا الامريكية في بلادهم وعبروا عن غضبهم من سياستها الا ان الشغل الشاغل لهم هو الرئيس الذي قالت صحيفة 'نيويورك تايمز' ان ما يهمه هو عائلته. وقالت الصحيفة في تقرير لها قبل ايام ان الرئيس ملأ مناصب حكومته بعدد من اقاربه من اجل مساعدته في حسم معركة التوريث والتأكيد على ان يحل نجله احمد محله كرئيس للبلاد. وقالت ان الرئيس الصحيح جسديا والمعافى لم يعد يقضي الوقت الذي كان يقضيه من اجل حل المشاكل القبلية في بلد هش ويقوم على الولاء القبلي وبدلا من ذلك يحاول تعزيز حكمه الذي لم يعد يخرج عن العاصمة، فبحسب محلل فان الحكومة صارت محصورة في منطقة العاصمة وذلك بسبب التمرد الشمالي وهو المصدر الاساسي الاخر لغضب اليمنيين وتراجع عوائد النفط . ومن هنا فالاقاليم خارج العاصمة يسيطر عليها مشايخ القبائل الذين تتغير ولاءاتهم دائما. وفي مناطق الجنوب التي تنتشر فيها القاعدة خاصة ابين يقول محلل يمني انه لا يمكن مشاهدة الكثير من الجنود.
مشكلة امريكا
وعليه فالتورط الامريكي الجديد في اليمن لن يكون بدون مشاكل، فدعم صالح مهم لها يذكر بمشاكلها في باكستان وافغانستان حيث تتعامل امريكا مع حكام عاجزين. كما ان صالح مثل الباكستانيين يرى ان اولويته ليست مكافحة القاعدة. وتقول الصحيفة ان صالح بدأ يتعامل بجدية مع تهديد القاعدة عندما قدمت له الاستخبارات الامريكية ادلة على ان عائلته صارت ضمن اهداف القاعدة. والتدخل الامريكي في اليمن وان لم يكن جديدا من ناحية دخوله في اطار حملة نشر الديمقراطية الامريكية ومحاولة تعزيز حرية الصحافة لكن صحافة البلاد وان كانت بصوت عال الا انها بدون انياب، فصالح لا زال يحكم البلاد من خلال مزيج من الاستراتيجيات الريعية التي تدعم القبائل والنخبة حوله خاصة عائلته. ويعتقد ان الطريقة التي ستتصدى لها الحكومة اليمنية لتهديد القاعدة تعتمد على عائلة الرئيس، فنجله احمد هو رئيس الحرس الجمهوري والقوات الخاصة، وابناء شقيقه الراحل بمن فيهم عمار مدير الامن القومي ويحيى مدير وحدة مكافحة الارهاب وطارق مدير الحرس الرئاسي والاخ غير الشقيق للرئيس قائد القوات الجوية. فالخوف ليس من تهديد القاعدة وحده ولكن من تدهور وتراجع قدرة النظام لحماية البلاد ووحدتها، ومن صراع الارادات بين الحرس القديم والجديد وبين القوى ذات المصلحة، فبعض المحللين لا يستبعدون رفض قبائل مثل الاحمر لمسألة تعزيز سلطة عائلة صالح.
قلق من الانفصال
عجز حكومة صالح ليس العامل الاهم الذي يعقد جهود الحكومة الامريكية لمواجهة القاعدة التي وجدت حلفاء لها بين اعداء صنعاء في الجنوب. ويرى محللون ان تصاعد كراهية الجنوب للحكومة يمثل قلقا لامريكيا التي تحاول توسيع انخراطها في اليمن والتعاون مع حكومة تواجه مشاكل وتحديات داخلية. ونقلت صحيفة 'واشنطن بوست' عن محللين ومسؤولين يمنيين ان القاعدة ستحاول الاستفادة من الانقسام الداخلي كي تجذب اليها المتطوعين والتعاطف. ونقلت عن استاذ بجامعة صنعاء قوله ان القاعدة تحلم بالانفصال وترغب بتحويل الجنوب الى ارضية مناسبة لتفريخ الجهاد العالمي. ويرى احد قادة الحراك الجنوبي ان الحركة لم تعد تطالب الحكومة بتنفيذ تعهداتها واعطاء الجنوبيين حقوقهم بل كل ما يريدونه هو الانفصال. ونقلت عنه وقائد اخر قوله ان الحكومة في الشمال غيرت اسماء الشوارع لتحمل اسماء شمالية وان الشماليين اخذوا المباني والمزارع من الجنوبيين وانهم يحصلون على فرص تعليم احسن، وقالوا ان سياسات الحكومة ستقوي القاعدة. ويخشى الامريكيون من ان تؤدي سياسات القمع الحكومية ضد الجماعات الجنوبية لزيادة العنف خاصة مع توسع الحرب المدعومة امريكيا على القاعدة في الجنوب. ويشير المراقبون الى التوتر بين شيخ قبيلة مؤثر وهو طارق الفضلي الذي دفع بالحركة الجنوبية للامام خاصة انه معروف بتاريخه الجهادي.
ليست ازمة حفنة من المسلحين
وهنا فالأزمة في اليمن ليست كما تراها امريكا ازمة مجموعة من الناشطين الاسلاميين الذين خرجوا للعلن في تحد واضح للدولة بل هي نتاج عوامل متعددة من الفقر والحكم الشمولي وعدم الاستقرار، كل هذه تظل بحسب محللين عاملا لتحول عدد من اليمنيين- اقلية للتشدد. وكانت صحيفة 'التايمز' البريطانية قد اشارت الى ان السعودية التي بدأت تفهم عمق الازمة اليمنية وكونها في مرمى هدف قاعدة الجزيرة العربية وهي التي انجرت اليها بسبب التمرد الحوثي، اخذت بمنح تأشيرات عمل لمئات الالاف من اليمنيين ولهذا يجدون فرص عمل داخل اراضيها ويبدأون بارسال المال لاهلهم في اليمن. وكانت السعودية قد طردت ما يقرب من مليون يمني من اراضيها اثناء حرب الخليج عام 1991 بسبب دعم اليمن للعراق. ويظل التدخل الامريكي من اجل تحييد الخطر القادم من اليمن وان كان ضرورياً كما اشار باراك اوباما الا ان القوى الغربية وامريكا عليها ان تتعلم من دروس الماضي وتحاول فهم طبيعة الولاء والثقافة في هذا البلد الجبلي الوعر الذي يزيد عدد الاسلحة فيه عن عدد السكان، وبلد يتوقع المحللون الاقتصاديون انهياره في غضون عام حيث تواجه خزينته الافلاس بسبب الفساد والمحسوبية.
ضغوط جديدة والعولقي
وفي الوقت الذي تحول فيه اليمن الى مركز الاهتمام العالمي بسبب علاقة قاعدة الجزيرة العربية بمنفذ الهجوم الفاشل على امريكا فالسؤال الذي يتردد هو حول مدى صلة عمر فاروق بأفراد التنظيم، فمن ناحية المح اليمن الى امكانية اتصاله بعدد من قادة التنظيم، خاصة انور العولقي، المولود في امريكا والذي كشف عن اتصالات بينه وبين منفذ هجوم فورت هود الذي قتل 13 جنديا، تشرين الثاني (نوفمبر) الرائد نضال حسن، الا ان التحقيق في علاقة الشيخ اليمني والشاب النيجيري ما زال مستمرا. لكن اقتراحات باتصالات تجعل من العولقي هدفا للملاحقة والاعتقال، مع ان السلطات اليمنية اكدت انه قتل في هجوم على مزرعة في محافظة شبوة في 24 كانون الاول (ديسمبر) لكن تقاريرالحكومة لم تكن صحيحة، خاصة ان صحيفة ' الغارديان' نقلت عن اصدقاء الشيخ ومعارفه الذين يعيشون قرب مزرعة الرفد في شبوة تأكيدهم لها انه 'حي يرزق'. وقالوا ان عددا من اقارب الشيخ قتلوا في الهجوم اما قيادة القاعدة التي كانت موجودة في الاجتماع فقد تركت المكان قبل ساعات من الغارة. ومن هنا فالاقتراح بوجود علاقة بين العولقي وعمر فاروق تزيد الضغوط على حكومة علي عبدالله صالح حيث سيطلب حلفاؤه الامريكيون اجوبة عن سبب السماح للعولقي بالعمل والنشاط حتى بعد الكشف عن علاقته بهجوم فورت هود. وفي الوقت الذي تقول فيه الحكومة اليمنية انها تحركت للقبض على العولقي بعد هجوم فورت هود الا ان صحافيين محليين اكدوا للصحيفة البريطانية انه استمر بالعيش في بيته بدون مشاكل.
|
| |
|